خرافات الشرع (1)

ألإسلام لمن أسلم وجهه لربه و هو محسن،


أما الشرع الذي أتيتم به فهو تلطيف لسنن الجاهلية، كفوا عن القول أنه شرع إسلامي،
لقد بات شعار "الشرع الإسلامي" مقرونًا بالبدائية و التخلف الفكري و الأخلاقي في أذهان غير المسلمين،
لا يلومنّ العلماء و الأئمة و العقّال إلا أنفسهم على هذه السمعة العالمية،

لذلك لا يرى المسلمون وسيلة لنشر شرعهم إلا الحرب و الإرغام و الإرهاب ...
فلو كانت الأمم التي تجعل الشرع قانونًا مدنيّاً و أخلاقيا: أمماً يُقتدى بها أممًا راقية متآلفة عادلة ... لرأيتم الأمم تأتيها من أقاصي الأرض متوسلة لها: علّمينا قوانينك و أخلاقك ...

و لا يرى المسلمون في هذا عيبًا، فالإسلا م عندهم ينتشر بالفتوحات العسكرية، و متى غُلبت أمة أُرغم شعبُها على اعتناق نسخة إسلام الفاتح ... و رضي إلاهها عنه و أدخل الغالب و المغلوب جنة الطعام و الشراب و النكاح، و جنّبهم دخول فرنه المستعر أبدًا،
كلما نضجت حلودهم بدلها بسحره جلوداً جديدة، ليتعذبوا أبدًا ...

إن الإلاه الذي تعبده الأديان الإبراهيمية إلاه يخلق الناس ضعفاء و أشراراً ليعذبهم ...
لقد امتصّت شعوبها طباع آلهتها، و باتت مثلها ظالمة غبية قاسية تتلذذ بمشاهد الحرب و النار و العذاب.

و قد قدمت هذه الصفحة في مقالات متفرقة تصحيحاً للقراآت القرآنية الخاطئة و كشفت الكثير من التحريف، و لا تزال سور الكتاب الكريم تُنشر عليها بالإنغليزية ليقرأها العالم و تتحررَ من طغوان رجال الأزياء و الدين،
و في هذه السلسلة سوف أجمع التصحيحات المتعلقة بما يُسمى شرعًا إسلاميًا بمذاهبه العديدة

خرافات الشرع (2)

ليست المرأة ذات نصف ذاكرة،
و إذا ذهبتم إلى عيادة طبيبة أو مكتب محامية ... فلن تجدوا اثنتين، لتذكّر واحدةٌ الأخرى ...

و ليست الذاكرة شيئاً يُقاس كميّاً، و لا يُضاف إليه ... كما الحال في الماء مثلاً،
فإذا كان لديكم نصف كوب من الماء، تُضيفون إليه نصفًا آخراً لتحصلوا على كوب كامل،

أما إذا أردتم مثلاً أن تُنبتوا شجرة فول، و لديكم نصفا حبّتَي فول، فإنكم إذا ألصقتم النصفين ببعضهما و زرعتموهما و أسقيتموهما ... فلن ينبتا،
ذلك لأن النوع قد فُقد من الإثنين، و النوع لا يُضاف إليه متى انتقص ...

و تخيلوا لو أن شهادة شاهدتين طُلبت في المحكمة، و واحدة منهن ناسية، فكيف يمكن الإعتماد على شهادة التي ذُكِّرت؟
و كيف يمكن الإعتماد على التي تذكّرت بنفسها ... عِلماً أنها ذات نصف ذاكرة ...؟!

و لكن العلماء و الأئمة و العقال سيقولون أتعلم أحسن من الله؟
قولوا لهم لا أحد يعلم أحسن من الله لكن كُلاً يعلم أحسن منكم ...

و ما أبرع هؤلاء بالسفسطة، و أطروحات دُكتوراه بكاملها كُتبت على هذا الموضوع ... لا تُعلّم إلا الإعتقاد بنقص المرأة عقلياً و خلقياً، و اقتصار واجباتها على الإنجاب و الطبخ و التنظيف ...

و رغم أن الدروز لا يسيرون على شرع السنة و الشيعة، إلا أن روح هذا المعتقد الجاهلية لا تزال في أذهانهم.

ترى هذه الصفحة أن الآية الكريمة من سورة البقرة تُحدّث عن الميثاق الذي كان يكتبه المؤمنون بحضور الشاهدين من المؤمنين،
هؤلاء ذُكور، و أما "الإناث" أوالنساء ... فهم غير المؤمين، الناسون أنفسهم ...
و ليس العدد هو المفتاح السحري للتعرف على المؤمنين، لكن غاية النص التنبيه إلى ضلالهم الذي يسهّل لهم الخديعة و الكذب

خرافات الشرع (3)

"فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ"،
و الذي في نفسه ذرة من الحشمة و الإنسانية يفهم هذه الآية الكريمة بحقيقتها من غير تردد،

لكن العلماء و الأئمة يفهمون أن إذا أرادا أن يتراجعا عن الطلاق فعليها أن تنكح غيره ليحل لها الرجوع!
هكذا درجت و راجت وكالات توفير الناكحين للمطلقات الراغبات بالرجوع إلى رجالهن ...!

و كُتبت المجلدات الضخمة و ألقيت المحاضرات لإعمال هذه المأساة المهزلية، و قُدِّمت الحجج اللغوية و العلمية و الأمثلة من ما اتُبع من عادات و تقاليد بعض قبائل العرب قبل ألف و نصف الألف من السنين ...!
لكن الكتاب الكريم كشف مقتنيات نفوسكم، كم قلنا لكم تكراراً على هذه الصفحة ...، فالذين استحبوا سنة الجاهلية قد ازدادوا جاهلية، و الذين استدلوا على الفضائل الإنسانية زادهم ربهم فضلًا و هو يعرفهم و أنتم لا تعرفونهم،

ثم تُتابع الآية الكريمة: "فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" ...

ألجزء الأول من الآية يذكر بأبده البديهيات، و هو أن إذا طلقها فلا يحل لهما أن يلتقيا بأية صيغة كان اللقاء، و بالأحرى إذا كان جسمياً و كأنها غير مُطلقة، و ذلك لكي تتزوجَ غيره إذا شاءت،
و الجزء الثاني: إذا أرادا أن يتراجعا فهذا حسن إذا تم الزواج حسب التقاليد المعروفة، فلا تبقى اللقاآت سِرية.

تتبارى الأمم بالفخر بقوانينها و تقاليدها العائلية، لكن الناظر بعين مجردة لا يعطي دينًا و لا أمةً رتبة الأفضلية،
كل أمة أحسنت في أمور و أساءت في أمور،
لكن الأمم التي تدّعي أن شرعها من الله فهذه أمم ساكنة في أخطائها، و يجري الزمان و لا يبالي بها،

و الطلاق في كل الآيات من سورة البقرة المتعلقة بالطلاق في باطنه هو عزمهما على التبتل و العيش كأخوة، و أنهما إذا تراجعا فلا جناح عليهما ... Top of FormBottom of Form

خرافات الشرع (4)

كيف يفهم اليهود و المسيحيون و المسلمون الطهارة؟
لكل منهم شعائرهم،
أليهود يتطهرون بالختان و شعائر الإغتسال و الأكل الكوشر،
و المسيحيون بالعمادة،
و المسلمون بالختان و شعائر الإغتسال و الأكل الحلال ...!

و يضمن رجال دينهم الطهارة لهم،
لكنهم لم يتطهروا من شيء،
تخيلوا الأتقياء من هؤلاء، الطماعين الغشاشين الشهوانيين الأثرياء ثراء مفرطاً،
ألمجرمين، تجار السلاح زارعي المخدرات و بائعيها،
ألراشين و المرتشين الآكلي حقوق المستضعفين،
ألكذابين ناشري الدعاية السياسية، الحاثين الناسَ على البغضاء و العداوة،
ألمجرمين قتّالي العُزّل في بيوتهم، بأنفسهم أو بدعمهم للمجرين،
مُدمّري المدن و المزارع قطّاعي أرزاق الناس،
ألمفسدين في الأرض الجاعلين إياها مرمًى لنفاياتهم ...

فكيف يفهم الطهارة هؤلاء؟

إن الإلاه الذي يقبل الطهارة منهم إلاه من صنعهم، لا يستحق العبادة و لا يوَجّه دعاءٌ له ...

علم الرسل الناس قواعد النظافة الجسمية و الطعامية في بلادهم، و كلاً حسب ظروفهم،
باتت في أذهان الوثنيين منهم أشياء سحرية، لا يقبلهم ربهم إلا إذا أقاموها ...
و ترون المسلمين في قلق دائم أن لا يُنقض وضوؤهم،
فالريح في الأمعاء حسنة لكنها تنجس جسمهم إذا خرجت،
و كذلك البول و الغائط،
والجماع يُطَهّرُ بدلق الماء على الرأس!
و لليهود معتقدات مماثلة،
و المسيحيون ظنوا أنهم تخطوا خرافات اليهود، ثم جعلوا العمادة مبدأً للإيمان،
و هؤلاء الرضّع الذين يعمدونهم: لا علم و لا اختيار لهم،

و أما الدروز فلن يكشفوا شعائرهم، ظنًّا أن لا يستحقها غيرُ المولودين لهم!

هكذا آلهة الأديان الإبراهيمية تعلم كل دين خرافات مختلفة ليناقض بعضها بعضاً، و ليتكبّر بعضُها على بعض، و ليهزء بعضها من بعض ...

و الطهارة من الإيمان،
و الإيمان لا يدخل العقول التي صمّتها الخرافات و الأوهام، و لا القلوبَ التي خلت منها الرحمة، فباتت كلحم الخنزير الذي لا روح فيه، و لا يميّز بين الطعام و القذر

خرافات الشرع (5)

لم يدلَّ الشرعُ أهلَ الأديان على الفضيلة،
و هذه كلمة، و العياذ بالله، ليست في كتب رجال الدين و الأزياء، الخبراء بالشرع و واضعيه و ناشريه بإسم كتابهم ...!

و إذا قيل لأهل الدين سيروا بهدى عقولكم و الرحمة التي فطركم عليها ربكم ... يفتحون أفواههم و عيونهم من دهشتهم و استغرابهم ...


مثل العبد الذي أمضى حياته و أعماره و الأغلال الحديدية الثقيلة في رجليه و رقبته،
نسي كيف يمشي الأحرار، و كيف يتعرفون على طرقهم، و كيف يتجنبون المخاطر و يتعلمون من تجاربهم ...
يأتيه سيدُه طعامَه ليبقيَه حيّاً، نسي كيف يعيل نفسه ...
إذا كسرتم أغلاله و أطلقتموه فسوف يرمي بنفسه في المهالك و قد يموت مرضًا و جوعًا.

ألأمر الذي غفل عنه المشرعون الدينيون هو أن الأوامر و الوصايا التي جاءت في الكتب: إنما جاءت لتنبه الناس عن عواقب أعمال الإنسان المحكومة بقوانينها الطبيعية،
فإذا حُرّم طعام فلأنه ضار، و إذا فُرضت النظافة فلأنها حسنة لصحة الجسم و راحة النفس، و إذا حُرم الكذب و شهادةُ الزور و السرقة ... فلأنها تُفسد العلاقات الإجتماعية و العائلية و التجارية و السياسية ...
و إذا حُرم الزنى فلأنه علاقة سريّة عواقبها العائلية و الإجتماعية و الصحية وخيمة، و لأنه يطلق الشهوات، و هذه عبء، يغرق الإنسان تحت ثقله في ماديته و ينسى إنسانيته ...

أما إذا قلتم أن إلاهًا و نبيًا يغضبون إذا لم تسيروا حسب أوامرهم: فلن تتنبّهوا لعواقب أفعالكم الطبيعية:
و هذه هي الحق في عَرَضه الطبيعي في وقته و ظرفه ...
لا هي سحر إلاه ساحر و لا هي ملائكة ماورائية،
لا، و لا هي حكم حاكم أخلاقه كأخلاق حكامكم ...

و هذا عصر التعرف على أسباب الوقائع الكونية،
يأتي الزمان بكل جديد لتختبروا قدرتكم على تمييزها،
فإذا خلت الفضيلة من نفوسكم فإنكم واقعون في الرذائل، و تحسبون أنكم مهتدون حسب شرعكم

خرافات الشرع (6)

و هذه الآية المتعالية على فهم أئمتكم و علمائكم و عُقالكم:
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا"،

:كشفتْ ما في نفوسكم من شهوة لا مثيل لها إلا في عائلة القردة، حيث فحل واحد يمتلك كل الإناث،
فالمحرمات الواردة إلى التي تتعلق بالرضاعة: بديهية للإنسان،
و عندما تعترضون على الزواج المدني من زاوية أنه يلغي هذا التحريمَ ليتزوج الرجل أمه و أخته و ابنته و ابنة أخيه أو أخته ... فهذا يكشف أن الفطرة الإنسانية ميّته عندكم،

و أما الأخوّة بالرضاعة فهذه أيضاً رحمةٌ فُطرت عليها كل الكائنات الحية، و قد رأيتم كيف تُرضع البهائمُ صغارًا من غير نوعها و تتبناها و ترعاها كما لو كانت من نوعها،
لكن علماءكم يحسبون الرضاعة سحرًا، يغيّر إلاههم به ترتيبه للناس،
فجاؤوا بفتوى "رضاعة الرحمة" و جعلوا دينهم مسخرة للعالم،

ثم نأتي إلى الربائب،
و زواجهن لا يخطر بالبال إلا إذا كان تعدد الأزواج أو الطلاق و الزواج تكرارًا: حلالًا في معتقدكم،
كشفتْ آيات الكتاب مقتنيات نفوسكم و لا تخجلون، مُقتدين بعلمائكم و أئمتكم، السائرين على سنة جاهلية من سبقوا الأديان الإبراهيمية من مجوس و أمثالهم،

و الآية لا تُرشد إلا إلى أرقى مراقي الإنسان السائر على سبل الرجوع إلى ربه،
فهذا لا يشتهي امرأة كبيرة أو صغيرة تعيش في حجره، يدخل عليها و تدخل عليه في بيت واحد، بل يتخذها أّمًا له أو أختًا أو إبنةً، و لا يتزوجها و لو كان عزبًا،

أما حلائل الأبناء، فهن أيضًا بناتكم و ربائبكم،
لكن "الحلائل"في الآية لا تقتصر على أزواج الأبناء، بل تشمل كل من تحل لهم إذا كانوا عُزُبًا،
و تقولون في اللغة العربية هذه المرأة حلال لهذا الرجل، لتعنوا: إذا أراد أن يتزوجها،

هكذا فالزواج مرة ثانية محظور على ذوي الأبناء، و كأنه تلطيف للذين لا أبناءَ ذكورًا لهم، في عقلية ذلك الوقت و متطلباته،

ثم، و "أن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف"، فلأن خيرَ متبنيّة لأطفالكم الفاقدين أمَّهم: خالتُهم التي يعرفونها و تعرفهم

خرافات الشرع (7)

"قالوا إنما البيع مثل الربا و أحل الله البيع و حرم الربا"،
و هذا مُنطلق أخلاقي،
ففي حال التجارة: هناك سلع أو خدمات تُباع و تُشترى برضى الطرفين،
أما إذا اعتبرنا الربو على أنه مال يعطى لقاء قرض مالي، فهنا نغطس في ماء عكر،

إنطلاقًا من مفهوم فصل التجارة عن بيع و شراء القروض المالية: كل المعاملات المالية التي لا تُمثّل تبادلًا تجاريًا بأشياء محسوسة: كلها مُعرّضة للربو،
و حتى التجارة عينها التي تربو بإستغلال حاجات الناس الأساسية، من مأكل و مسكن و كهرباء و طبابة و تعليم ...: هي أيضًا ربو محرّم،

و ليس تحريم الربو قرارًا إعتباطيًا،
بل لأنه يفتح أبواب الثراء المفرط و احتكار رؤوس الأموال الكبيرة، و يستغل حاجة المستضعفين ليربو و يتكاثر، فيزداد الفقراء فقرًا و الأثرياء ثراءً،

الأمر الذي لم يتنبه له المشرعون المعاصرون المقتدون بتفاسير أجدادهم الأقدمين و وصاياهم: هو التغير الهائل الذي فرضته الصناعة و المدنية الحديثة على التجارة و بنياناتها الكبيرة و الصغيرة،
و على حاجات الناس من سلع و خدمات لم تكن معروفة في الماضي، و التي باتت اليوم أساسية للإنخراط في الحياة المدنية،

و كيف ننسى البنوك و المؤسسات المالية الأخرى من شركات الإستثمار والإدخار و التأمين؟
لم يرد ذكر هذه في التفاسير و الشرائع،
لعلهم يحسبون أن الكتاب غفل عن وجودها مسبقًا،
أو أنها حلال،
لأنها لم تُحرّم!

أسرع هؤلاء لتبني مفهوم البنك و المؤسسة المالية، و وضعوا القواعد لما أسموه بنكًا إسلاميّاً،
و قالوا أن هذا سيلغي الفقر و ينشر البحبوحة و العدالة الإقتصادية!
و كيف يمكن ذلك؟ و هذه البنوك المسماة إسلامية: تشتري و تبيع قروضًا مالية، و تشتري و تبيع الأسهم و العملات الدولية في سوق البورصة العالمية، و تربح و تُربي رؤوس أموالها، كيفما كانت معادلات حسب ربحها و توزيعه على مالكيها و المساهمين بهما، و مهما أُعطيت هذه الأرباح من أسماء حلالية،

و العديد من الشركات الصناعية و الزراعية ... قائمة على استعباد المستضعفين، بعضهم أطفال و أمهات، يعطَون أجرًا بخسًا ليزداد الربح و ترتفع أسعار الأسهم،
و هذا حلال عند المشرعين إذا لم تكن الكحول و لحوم الخنزير بضاعتها!

هذا و لم يتنبه المشرعون لشرور مهنة السمسار و الوكيل المالي، و ما يقبضونه من عمولة على بيع و شراء القروض و بوليصات التأمين،

و في العالم الغربي الرأسمالي: وُضعت قواعد لعمل هذه المؤسسات، كانت غايتها حماية المستهلك و حفظ توازن عام في اقتصاد البلاد و منع الإحتكار،
هذه القواعد باتت اليوم غير فعالة، و أفلست مؤسسات عملاقة في العقد الماضي و دفع إفلاسها بإقتصاد بلادها إلى شفير هوة الإفلاس الشامل،
و يهدد هذا النظام العالم بانهيار عظيم،
فكيف يظن المشرعون أنهم قادرون على مواجهة هذه التحديات، و هم غافلين عن تعقيداتها الإقتصادية و مهاويها غير الأخلاقية؟

خرافات الشرع (8)

"كلوا من طيبات من رزقناكم"،
آية متعالية، علّقتموها على جدران محالّ بيع الحلويات و ما استطيبتم من أطعمة لا ينالها إلا الأغنياء منكم،
يا ليتكم اقتسمتم ما اشتريتم بينكم و بين المعوزين الذين يمرون بتلك المحال و لا يحظون إلا بالماشاهد و الروائح،
لو فعلتم لزالت أمراضكم الناتجة من التخمة، و لأطعمتم من ظلمتم،

أنتم و اليهود، تظنون الأكل الحلال قواعدَ للصيد و سفك الدماء و لمَلء البطون بلا حرج،
و ما الفائدة من أن يُعاد ما قيل عدة مرات و منذ أن جاء جدكما إبراهيم بأديانه،
هكذا إثنانكما حللتم لحم الخنزير لأنفسكم الذي حرّم ربكم عليكم،
لأن لا روحَ باقيةٌ عندكمTop of FormBottom of Form

خرافات الشرع (9)

يا ليتكم تعرفون الصلاة،
و لو عرفتم لما انتظرتم صياح مؤذن، لأنكم سمعتموه في عقولكم،
و لا ذكّرتكم بها عقارب الساعة و لا سوط شرطي إسلامي يلوح به لكم،

و لا تقبلتم إلى البيت الحرام، و وجه ربكم أينما توجهتم،
و لا تجادلتم على وضع اليد اليمنى على اليسرى أو أن ترخوهما جانبًا،
و لا تساءلتم إذا كان وضوؤكم من الصلاة السابقة ما زال فعّالًا، بعد قلق على منافذ أمعائكم و مثاناتكم دام ساعاتٍ،

لا، و لا ذهبتم إلى الصلاة و معكم لائحة تسوّق، و حقد على أعداء تريدون شماتة بهم،
و لا أملًا بجنة النكاح و لا خوفَ فرن إلاه ساديّ،

يا ليتكم تعرفون الصلاة،
لو عرفتموها لما قربتموها و أنتم سكارى بأوهام الوثنية، و لعرفتم ما تقولون،
فالآيات الكريمة التي تقولون تنهى عن كل هذا الفحش و المنكر،
ما قال الكتاب إلا حقًا، و ما ظننتم بربكم إلا سوء الظن،

لم تنفعكم صلاتكم،
بل هي التجارة الخاسرة التي حذّركم ربكم،
"و الصلاة الوسطى" بينكم و بين ربكم لو أنكم تفهمون

خرافات الشرع (10)

ألصبر على الصعاب: يُكافأ بالتغلب عليها،
ألصبر على طلب العلم: يُكافأ بالتغلب على الجهل،
ألصبر على الجوع: يُكافأ بالإكتفاء بما يصون الجسم من طعام من غير أن يُمرضه، و يوقظ الفكر و لا يُخمله،
و الصبر على الإمتناع عن الثرثرة يُكافأ بالتكلم النافع،
و الصبر على الإمتناع: يُكافأ بالبحث عن ملذات لا تحسّها الجُلود،

أما الصبر الذي يُكافأ بما صُبِرَ عليه: فهذا يزيدها ...
فلا عجب أن الجنةَ التي وعدتم أنفسكم جنةُ طعام و شراب و نكاح،
و هذه أشياء تحظى بها البهائم التي لا عقل لها و لا صبر عندها،
و لا عجب أن منابر الخطابة في بيوت شعائركم هي للمنافسة السياسية ...

فماذا علمكم صومكم؟

شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس،
فمن شهد الشهر فليصمه،
فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر،
لأن الصوم للنفوس السليمة التي تفهم قولاً حكيمًا،
أما تلك اللاهية بملذات الدنيا و أمانيها و أحقادها، فهذه لا ينفعها صومها، بل زادها حبًا بملذات الدنيا و أمانيها و أحقادها،
ربكم غني عن جوعكم و عطشكم و أنفاسكم الكريهة،
و عن تكبركم عل الذين لايصومون في بلادكم، و لم يأت في كتاب أن تحرجوهم،
و عن تبديلكم الليل بالنهار، آكلين شاربين مدخنين، هارجين مارجين ناكحين،

سبت اليهود و صومكم لا يُنجَز في أصقاع الأرض حيث تمضي أيام أو أسابيع و لا تشرق الشمس أولا تغرب،
ذهبت الوثنية بعقولكم سدًى، تحسبون أنكم تتقربون من السماء و تزدادون سقوطًا

خرافات الشرع (11)

أنتم مخيرون بين أن تسيروا على شرع أجدادكم و بين أن تتبعوا هديَ فكركم و عقولكم الذي يفتحه لكم ربكم،
في الحالين لا يتحقق إلا الحق، و تجري أحداث العالم و أقدار الناس بأسبابها،

يقول لكم علماؤكم و أئمتكم و عقّالكم و كرادلتكم أنه قد جاء في كتبكم أن لن يأتي كتاب يُبطل شرعكم و معتقدكم، و أن الإيمان و التوحيد لا يتم إلا بشهادتكم،
لأن هؤلاء هم حرس معتقدكم و شرعكم،
هم لا يمثلون الحق، و لا يمثل الحقَّ أحد،
و الحق يخاطب كل الناس إذا استمعوا، و هو في كل الكتب،

فعندما ينقض نبيّوكم و آلهة تشهدون و خدمهم شرعكم و معتقدكم بما جاء من الرسل يصير محتوماً عليكم أن تسيروا على السبيل الجديد الذي يفتحونه لكم و لا اختيار لا آنذاك و لا الآن لكم، لأنه مكتوب في الشهادة التي ارتضيتم،
و سوف تجدون أنفسكم في أجسام جديدة و أقدار تلعنون أجدادكم و أنفسَكم قبلكم، و تشكرون نبييكم و آلهتكم على الشرع و المعتقد،

هكذا يسقط بعض و يُفضَّل بعض

  
 

 


All rights reserved
Copyright The Circle of Beauty

  Site Map