هذه الرسالة من كتب الحكمة الشريفة،
فيها بضع صفحات كُتبت بالرمز الشريف، سوف أقدم حلاً لشفرتها، بوهج الحق الذي لا
يقف في طريقه مادة و زمان، و لكل موجود حق فوقه، حتى العدم، و لا يأتي العدم إلا
من الوجود،
و نظراً لأن الدروز الأكارم حفظوا سرية كتبهم قروناً عديدة بقيت خلفية هذه الرسالة
و كل الرسالات التي أُرسلت من الهند إلى بهاء الدين عليه السلام و المحبة: مجهولة،
وتعددت النظريات في تاريخها،
و قد علمت أن بعضاً منهم لا يعترفون بها و يقولون أنها من الأضاد، و لا يثير هذا عجبي، فالقرآن يقول كثيرون أنه ليس كتاباً، و رغم فتح فاتحته و
قراءة العديد من آياته قراءة صحيحة أراهم لا يزالون على آرائهم، و هذا شأنهم،
فإني أكرر ما قلت عندما نشر موقع لفريق
من الدروز الغيتا بالعربية، أن الكتاب نور دخل قلوب الناس جميعاً، فالذين اقتنوا
حجارة فيها أضاء حجارتهم فتزخرفت، و الذين قلوبهم فارغة دخلها و لم يجد شيئاً
يضيئه، فبقيت ظالمةً كأن لم يدخلها نور،
و أما الذين في قلوبهم حق، أضاءت
سماؤهم بشمسها و قمرها و أنجمها لمن ألقى السمع و هو شهيد،
و هذا يصح على الكتب و الحكمة القديمة
منها و الحديثة،
و لكي لا أتعب القارئ بشرح طويل، سألخص هنا بعض الأمور،
إن لتلك الرسالة عدة طبقات من التشفير، ذلك ليكون فكها مستحيلا، إلا لعين بهاء
الدين آنذاك التي تخترق الثقوب السوداء و لا تعيقها كثافة العدم،
فهي كشف بالتلميح و التنويه لشخصية تاريخية، إتخذها كثيرون في ذلك الزمان تجلياً
إلاهياً، و سجدوا و ركعوا، و جعلوا من مصر و فلسطين بحر دماء، لكل من رفض أن يؤمن
أيمانهم، مذبحة تجعل من حرب داعش لعبة صبية بالمقارنة، إلى أن تدخلت الحكومة
التركية و فرضت سلطتها،
سأسمي هذه الرموز أشجاراً، كل شجرة تمثل حرفاً برقمه بتسلسل:
أ ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن ص ع ف س ق ر ش ت ث خ ظ ض ذ غ
ألرسالة الثانية (2)
ألأغصان التي على اليمين تُضرب بثلاثة،
إلا إذا كانت غير متصلة بالشجرة، فوجودها في هذه الحال تمويهي،
و التي على اليسار آحاد،
و يُجمع العددان، و حاصل الجمع رقم يمثل حرفاً بالتسلسل الذي ذكرته في الرسلة
السابقة،
و يلاحظ القارئ أن مواضع الأغصان ترتفع
و تنخفض بين صفحة و أخرى، و هذا للتمويه فقط،
هكذا كل سطر مؤلف من سبعة أحرف، واردة
بترتيب عشوائي،
يبقى أن نلاحظ الكلمة أو الكلمات التي
تتركب منها، أحياناً بإضافة حرف علة،
و أحياناً الحرف هو الكلمة المقصودة،
و النون هي نون التنوين في بعض
الأحيان،
هذه أحرف السطرين اللذين في مستهل
الرسالة على الصفحة ٨٨:
ص ع ف ه ز أ ن
ص ح ن ل أ ن ز أ
السطر الثاني له ثمانية أحرف، يمكن
اعتبار هذا الحرف،
فهكذا الكلمات التي أراها تتركب من
السطرين:
[ فعصى هزأً ]
[ نصح نازل ] أو إذا أضفنا الألف الثامنة
[ ناصح نازل ] أو [ حصان نازل] أو [ أحصن نازل ]
و هذه أحرف الصفحة ٨٩:
ف ل د ن ل ع ه
ن د ن ر ش أ ز
ه أ ن ر أ ز و
أ ت أ ه ع ق ح
ص د ر ر و ز ه
د ن أ ن ل خ ل
د ن أ ل ز ل ع
ع ز أ ن ص ح ي
و أرى أن الكلمات التي تتركب منها كما
يلي:
[ فندعُ الله ] لعل ألألف التي في السطر السابق لتستعمل هنا
[ رشد زانٍ ]
[ نراه زوى ]
[ أتاه ع حق ] ع لتُقرأ [ عين ]
[ صدر زوره ]
[ دنى لنخل ] النخلة إسم من أسماء السيد المسيح عليه الصلات، جاء في القرآن: هزي
إليك بجذع النخلة تسقط عليك رطباً سخياً، يعني أن تهز في حضنها ذاك الطفل الذي هو تشخيص
المسيح، فمعرفته طعام سخي حلو يشفي من الجوع و المرض،
[ عزي حاصن ] أو بأي ترتيب آخر
و سوف أعلق على "العز" في
الرسلة اللاحقة، لورودها في الصفحة التالية
ألرسالة الثانية (3)
و هذه أحرف الصفحة ٩٠:
ز ل ع ح ص ع ز
ن أ ن ف ر س أ
ع أ ن ش ل ث د
ن ص ق ت ع ل أ
ه ل أ ن ي ع ع
د ن ح ق ح ر ت
ح م ن ت ف ن ل
ص ح ن أ ع د أ
و الكلمات التي أراها تتركب منها:
[ حصل عز عز ]
[ فرأس آنً ]
[ على نشد ث ] تُقرأ [ ثاء ] بمعنى قاتل، من ثأى
[ نقصّ على ت ] تُقرأ [ تاء ] بمعنى سابق، من تأى
[ عين عاهل ]
[ حرت حقداً ]
[ فحتّ نملاً ]
[ دعى ناصحٌ ]
و كلمة "عز" و مشتقاتها:
إستعملها البناؤون للإشارة لحيرام، و بقيت لآلاف من السنين واحدة من كلماتهم
السرية التي يستعملونها للتعارف،
و هم يدّعون أن حيرام منزل كل الكتب، و حيثما يجدون هذه الكلمة في الكتب العبرية و
الآرامية و العربية يقولون لتابعيهم أنها دليلهم،
و كما ذكرتُ أن مهنة النسخ كانت إحتكاراً لهم، فلا يعلمونها إلا لتابعيهم، و لعنهم
يوحنا علناً و سماهم الكتبة،
هكذا استطاعوا دس إشاراتهم و زوروا ما استطاعوا تزويره و سرقوا كل الكتب،
لذلك إذا جاء في التورات و القرآن أن إقطعوا يد السارق يعني أوقفوهم،
لكن أيدي الضعفاء الجسمية تُقطع اليوم: لأن يد السراق لم تُقطع،
فإن حيرام لا يزال يحكم الأرض منذ أن رست سفينته على شاطئ مصر بعد غرق اطلنطس،
كلما نزل الرسل خاطبوه و نصحوه و شهد الكتاب،
و الذين يعبدونه يعبدونه و يلعنونه، فهو إلاههم و شيطانهم في حيواته،
كما جاء في الكتاب إذ قال أنظرني يوم يبعثون، لأغوينهم و يكونن شاكرين، و لآتينهم
من بين أيديهم و من خلفهم و من يمينهم و من شمالهم،
و يسمع عابدوه أخبار وحشيته و كبريائه و ظلمه لكنهم يقولون لا لا هذا دليل على
سلطانه و حكمه،
فهكذا يختارون بأي إسم يلعنونه و بأي يعبدونه، و هو يلبي لهم كل ما يطلبون
ألرسالة الثانية (4)
و هذه أحرف الصفحة ٩١:
ن ي أ م ص أ ن
س ر ز أ ن ي ق
أ ن ق ص ز أ ل
أ ه ف ز ق ز أ
ر ع ن ت أ ن ل
ص ح ن أ ل أ ن
ص ق ت ع ل أ ن
ر ع أ ن ز أ ن
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ ينام صانّ ]
[ سرق زاني ]
[ فاز زاهق ]
[ نال نعرة ]
[ أنصح لآن ]
[ إعلن قصة ]
[ أن عز نار ]
بعض هذه الجمل القصيرة تذكير بحوادث حصلت آنذاك، و تذكير بشخصيته و عاداته و
أعماله،
فكان لا يستحم إلا نادراً، و رائحته القذرة تنتشر مسافة كبيرة حوله، و عابدوه يرون
في ذلك علامة من علامات قدسيته،
و كان يقيم سهرات مجون لأوليائه المقربين، مثيلة سهرات أباطرة روما،
و كما ذكرت مات قتلاً بطعنة من واحد من رجلين استوقفاه في نزهته الصباحية منفرداً
راكبا أتانه، و لما رأيا جثمانه أهرعا، فنزعا عنه قميصه الملطخ بالدم، و أخداه و
وليا هاربين و دفناه في الصحراء، و هكذا نشر ابنه الظاهر بالله أكاذيباً عن غيابه
و اختفائه
ألرسالة الثانية (5)
و هذه أحرف الصفحة ٩٢:
ح ن ل ن ح ص ل
أ ت و ح أ و ز
أ س ه ق ط ت ز
أ ل ص أ ف ن ل
أ ص ر ل أ ن ت
ص ع ع ه ه أ س
ن أ أ ق ف ف ن
ل ز ي ت ل أ ن
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ نلح نحصل ]
[ و أتى حوز ]
[ سقط هزأة ]
[ صال فنال ]
[ لانت إصر ]
[ صاعه هسع ] يعني مقاييسه على عَجل
[ فإن فاق ن ]
[ لنزلت آي ]
و هذا التلميح في السطرين الأخيرين عن أخيه، و قد ذكرت سابقاً أن
كان له أخ رسولاً و كان ينصحه و ينبهه، و كان عليه أن يتذكر منشأه ليعرفه يوم صوره
من الظلام بضيائه، فتلطف وجهه، و أخذ صورة إنسانية مقبحة،
و اللذين ينقلبون في الطبيعة يعبدونه و يخافونه،
يفرض عليهم ما يشاء، و يحسبون أنه مخلصهم إذا أطاعوه و أطاعوا خدمه،
فرض على المسلمين و اليهود شعائراً و شرائعاً، و على المسيحيين و العلويين عبادة
إبن الإنسان، و على الدروز النوم بانتظار ولادته الجديدة،
و كل من هؤلاء غرّهم أنهم المخلَّصون المقرَّبون حصراً و خصوصاً،
و الرسل ينزلون في كهوفه و يُنسيهم ربُّهم علمَهم، كما جاء في سورة الكهف،
ليتذكروا و يشقوا طريقاً جديداً و يوقظوا النائمين
ألرسالة الثانية (6)
و هذه أحرف الصفحة ٩٣:
ي س د ن ل أ ع
ف ن ل أ ع س ع
م ت ل ر ص ع أ
ن ص ح ي ز ل ع
أ ن ص ع ت ض ر
ل ع ح س ل أ ن
ص ع أ ف ر ظ ف
ن ل أ ن ط أ ز
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ أعلن سيد ]
[ سعى فعلن ]
[ مصرع تالّ ] تال من تلّ بمعنى قتل
[ نصح يزلع ]
[ صنعة أرض ] ألمفاهيم الطبيعية
[ لعل حسان ] إسم أخيه
[ ظفر فعصى ]
[ نطال أزٍّ ] نِطال من نطل بمعنى شراب خاثر، و أز من أز بمعنى غضب و نار،
و سوف يحتر كثيرون و يقولون ليس هذا إلا صفاً عشوائياً للأحرف، و
أني أركّب الكلمات منه عمداً تهجّماً على شخصية معروفة،
فأقول، أكتبوا أحرف الأبجدية على أوراق صغيرة منفردة، و اخلطوها في سلة، ثم اسحبوا
حرفاً بالقرعة و اكتبوه على ورقة ثم أعيدوه إلى السلة،
و كرروا هذا سبع مرّات لتحصلوا على سطر،
ثم كرروا هذا لتحصلوا على عدة أسطر،
فكم كلمة ستستطيعون تركيبها؟ و كم منها تستطيعون تأويله لموضوع واحد؟ و هل هذه
الموضوعات متماسكة و تؤوّل لأمر واحد؟
فالذين هذّبوا أذهانهم بالتحليل المنطقي يعلمون أن هذه استحالة،
و أما الذين ملأت الخرافات رؤوسهم، فهؤلاء ليس للوقائع الطبيعية و لا للحقائق
الذهنية و لا للحقائق العقلية إلى رؤوسهم سبيل، مهما كانت الألقاب التي يلقبون
أنفسهم،
و الوقائع التاريخية خضعت لتزوير خدمه و محوهم للكثير منها، و لا بد أن الذين
كانوا يعرفون قُتلوا لتُدفن معرفتهم معهم
ألرسالة الثانية (7)
و هذه أحرف الصفحة ٩٤:
ز أ ق أ ف ط ط
أ ن ر ع أ ن ز
أ ن أ ح ن ل ه
ز خ ز أ ن ت أ
ع ل ز أ ح و ط
س ل ز أ ح ص ش
ل ر أ ه أ ن ر
ص ص أ ن ش ر ل
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ طأطأ قفز ]
[ نرى نازع ]
[ إنحنى له ]
[ خزز أتان ]
[ طلع و حاز ]
[ زال حص شس ] شس بمعنى الأرض الصخرية
[ نراه رأل ] بمعنى جرى
[ نشاطر صلّ ]
هذه الإشارات لحوادث وقعت، و يبدو لي أن ذكرها ممحي، إلا الأجزاء منها التي تمكن
المزورون من تفصيلها و إعادة سردها بصيغة تناسب معتقداتهم،
و قد نوهتُ لها منذ بضع سنوات في رسلة بعنوان "الصخرة"، عساها لم تلق
اهتماماً،
فالذي حصل أنه و أخاه كانا يتدربان على الفروسية، و كان المنصور يقع عن ظهر
الحصان، و كأن الأحصنة لم ترض به راكباً، و يُعرف عن الخيل أن لها غريزة في معرفة
راكبها،
و في يوم تسابقا مع صِبية آخرين، وقع المنصور و تألم كثيراً، بينما جرت الخيل
مسرعة بأخيه و الأخرين،
فكانت هذه آخر مرة ركب خيلاً، و سبباً ليكتفي بركوب الحمير الذليلة،
لذلك أمر أبوه أن يُصنع له سرج مخزز بالذهب و الأحجار الكريمة، لائقاً بإمامهم
الحاكم بأمرهم،
و أكثرت أقلام الكتبة من الكلام عن قدسية مشهده على الأتان، و رؤوا فيه معجزات و
لفّقوا كثيراً،
و الذي كان شاهداً عين ربه لم يلتفت للطبيعة،
فالطبيعة الصلبة العامرة بمادتها تتقلص و تتمدد للعين الشحمية خشية ربها، و كاشفةً
لما في أنفس الناظرين،
و جاء في الكتاب و التين و الزيتون و جبلِ النور، تذكيراً بالتجلي على جبل القدس،
لما انحنت الأشجار، رأى العيون الشحمية،
فأمام المشهد الذي ينتظره الوجود دهوراً و أزمانا، قدّره ربكم بهندسة الأفلاك، يسقط
بعض في الطبيعة، إذ يرونها واسطة إليه،
لذلك فقلت لكم أن دعوة ربكم إلى توحيده مفتوحة ما دام الوتر شفعاً،
يعني ما دام الكون، فالشهادة حجّهم، يعني برهانهم، لمن استطاع إليه سبيلاً،
و الذين لا يستطيعون سبيلاً فظهور الحقيقة بغير واسطة لهم، عساهم يحبون رجوعاً، فإن
يدخل الشك قلوبهم يرتد البصر خاسئا و هو حسير عليهم، و إلى الطبيعة يرجعون
لينتظروا ساعة جديدة
ألرسالة الثانية (8)
و هذه أحرف الصفحة ٩٥:
س ح ن د د ر ل
ز أ ع د ع و ه
ح أ ن ص ح ن ل
د ن ص ق ت ع ل
ق ز ف ن ص ص ع
و ص د ن ت ل د
ن د ح ن ل د ن
ت ل ع ه ق ت د
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ لنرد حسد ]
[ عزه دعوى ]
[ إن صح نُحِلَ ]
[ صقلت عدن ]
[ قصص عزفٍ ]
[ وصد لدنة ]
[ لن ندح ند ]
[ قتلت عهد ]
يرى بعض أن إلاههم يختبر ولاءهم، عندما أذن للشيطان أن يغويهم،
و يمثل الشيطان كلَّ ما ينفر منه هؤلاء في اختبارهم،
لذلك فإذا نصرهم إلاههم على شياطينهم أخذت صوَراً جديدة: هي الخير عينه الذي
طلبوه،
لذلك فعلى الناس أن يعرفوا من أين تأتي هذي الشياطين، و كيف تذهب،
ليس بقتلها بالأجسام و لعنها و سبّها،
لذلك فلا يزيل الغشاوة عن عيون الناس إلا أنفسُهم،
و منذ خلقه حسد الظلامُ النور عندما أُستخرج منه، و أراد تحقيق
نفسه، و هذي مشيئة الحق، و الحق يجري الليل و النهار و هو قائم الزمان، من عرفه
انتصر على الأضاد التي ليست أضاده، لا ند و لا ضد للحق إلا للذين غرقوا في الطبيعة
و انقلبوا انقلاباً،
يأتيهم شيطانهم بعلم، إذا صح يُنحل للرسل، يهذب به جهله و جهل الذين يتبعونه، هذه
دعواه، ليبقى بعيداً في كونه منذ قال إني أنست ناراً لعلي آتيكم بقبس منها، فقال
له الحق إني أنا ربك، و شهد الكتاب،
و قيل له إخلع أعباءك نُعليك، إنك في الوادي المقدّسُ طواه، و شهد الكتاب
ألرسالة الثانية (9)
و هذه أحرف الصفحة ٩٦:
ن ق ق ز ح ن ع
ح س ج/د ج/ه ل ع س
ل ر ع ج/د ت ل ز س
ج/د ن ج/د ت ل ز س
س م ن س ل و/ز س ل
ج/د ن ي ر ح ج/ه ص
ع ج/د ن ج/د ع ح .
كما لاحظتم، بعض هذه الشجرات تحتمل حرفين،
لا بد أن هذه الصفحات نُقلت من المخطوطة الأصلية، التي لعله كان قد مضى أكثر من
قرن على كتابتها،
و ما لدينا الآن هو نسخة مصورة (photocopy) عن نسخة باليد، عن نسخ مُتعاقبة ...
و الأمر الذي يزيد السخ صعوبة هو انعدام معرفة الناسخ لما ينسخ،
لذلك هناك التباس،
لكن الأهمية الكبرى هي في الكلمات الأم (keywords)، التي تقدم دلائل على الوقائع
التاريخية التي كشفتها دائرة الجمال،
و كنت قد ذكرت أن الدلائل سوف تظهر،
و لا يغير التزوير و المحو الطبيعيان شيئاً، و في المستقبل سيكون هذا درساً للذين
يعتقدون أن تكرار الكذب يحوله إلى حق،
و هذه هي الكلمات التي أراها تتركب من هذه الأحرف:
[ نحقق نزع ]
[ سحل عسجه ] السحل هو الثوب الأبيض، و العسج تُقال عن سير الدواب
[ لُعن رجل ل ] تُقرأ لام
[ لنسج جزّة ]
[ سود سملاً ] بمعنى اسود إذ بلي
[ نعود وسل ]
[ نصح جدير ]
[ نعدّ حد ع ]
و كنت قد ذكرت أن أم المنصور حصلت على شاة صوفها أبيض ناصع، لا بد
أنها كانت albino،
و هذه علة جينية نادرة تصيب البشر و البهائم، تُعطل إفراز الإصبغة الملوِّنة للجلد
و الشعر و الصوف،
و كان الأبيض الناصع آنذاك لوناً لا يُرى إلا في الطبيعة، قبل صناعة الأصبغة
الحديثة و المواد المبيضة،
لذلك كان يرى الناس في قمصان المنصور آيةً،
و لما كبر أخوه حذر أمه من عواقب بهر أنظار الناس، فغضبت و هزئت هي و ابنُها، و
حسبا أن أخاه يغار منه
ألرسالة الثانية (10)
و هذه أحرف الصفحة ٩٧:
ج ح ز ح ص ج ج
ص ر ص ح ن ج ل
ت ه ل ج ع ز ج
ق ح ن ز خ ج .
ح ص ع ص ح ن ج
ع ج ج ن ف ع ج
ل ز ح ف ن ل ج
ن ن ز ج ن ي ق
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ صح زج حجج ]
[ صحْنَ رجل ص ] تُقرأ صادَ و الصحن بمعنى الدار
[ تهجع زجْل ] التهجع بمعنى النوم و الغفلة و زجل تعني الضحك و اللعب
[ خزن حج ق ] قاف تعني القرآن
[ صح حص نعج ]
[ عج جن فجع ]
[ حفل نزل ج ] الجيم تقال عن البهائم
[ نجني نزق ] النزق كثرة الضحك و بذاءة الخلق
بعد مقتله إختبأ أخوه بضع سنين من إبنه السفاح، إلى أن هرب إلى
فلسطين و نزل ضيفاً لدى أبي إسحق اللدي و هو إبراهيم، و هناك التقى ببهاء الدين
مرة ثانية،
لكن اللدي لم يكن على القوة العقلية القادرة على الخلاص من معتقدات الدين، و خاف
انقلاب شعبه الغارق بالوثنية عليه، و جيوشَ الظاهر بالله في جنوب إمارته،
فعُرض الإيمان على اللدي فلم يستطعه، رغم فهمه لقراءة القرآن الصحيحة التي قُدِّمت
له،
لذلك شعر بذنب كبير لما رأى الموحدين الذين أفصحوا عن مشاهدهم بعيداً عن استعراضات
المنصور على أتانه و تطبيل طباليه و تزمير زماريه: يُذبحون في بيوتهم،
و رجع اللدي بعد قرون، حدسته نفسه من ذاكرتها أن ما كتبه الباب حق، فسمى نفسه بهاء
الله و قال أنه النبي المنتظر، و ليته لم يلغ ما سبقه و لم يمنع ما يليه، فهذه
عقبة الآن و بانتظار التاريخ بعد ألف سنة من موته،
يأتي الرسل بما لا يستطيعه رجال الدين وصفاً أو تنبؤاً، الذين يسجنون تابعيهم
بمعتقداتهم،
إلا الذين آمنوا بعقولهم، هؤلاء لا تبهرهم معارض رجال الأزياء و الألقاب و لا
يخيفهم تخويفهم
ألرسالة الثانية (11)
و هذه أحرف الصفحة ٩٨:
د ن د ت م د ن
ح ص ع ز ح ه ز
د ع س ث/ر د و د
ن ي د ق ز د ن
ق ذ ف ل
و أرى أن الكلمات تتركب منها كما يلي:
[ دنتُ مد ند ]
[ عزه صح زح ] الزح تعني البعد
[ و سعد دعث ] ألدعث هو المرض
[ نزيد نقداً ]
[ لقذف ]
هكذا خُتمت هذه الرسالة التي كتبها أخوه في الهند حيث نزل ضيفاً
لدى ملك كان قد راسله و راسل الحاكم بأمر الله حمزة عليه الصلات لما كان في
القاهرة في قصر المنصور، واصفاً ما شاهد هو و بعض من قومه، بعيداً عن الطبل
والزمر،
فهؤلاء لم يروا قميصاً أبيضاً، لكنهم شهدوا رسوماً حلزونية،
و عاد أخوه غورو ننك و أسس طائفة السخ في تلك البلاد،
و ذاك الملك سدق، لكن الشيطان خبط وجوه كثيرين و باتوا مشوهين غير قادرين على
النهوض وفتح بصائرهم، و هو في لبنان فلمح له فاحتر و غضب و ظن أنه أحط من قدره،
لأن عنصره خاص باعتقاد قومه ليس من البشر،
و الرسل الثمانية و النبيون الذي نبوا بعثوا في أوروبا، و كان ربكم أنبأ الثمانية
عما سيفعلون لما ظهر لهم في الحديقة القاهرة، فارتدى الأكوان و لبس نعلين متقابلين
و مشى على خط قاطع فعلم الإنسان ما لم يعلم،
ظهر و غاب بغير واسطة، فلا يدل العدم على الوجود،
و كان المنصور واقفاً يلهث هو و عابدوه يرون الأشياء،
و كذلك في القصر في لقاآت العلم و البيان، و هذا أوحى لهم عصراً جديداً، مهد للعصر
الذي سوف يأتي، ينطلق الإنسان إلى أبعاد ليشهد عجائب هذا الكون، فلم يصوره الحق
إلا ليعرفه الناس و يمتعوا أنظارهم و عقولهم، و الحق عن كل شيء غني،
لكن هذا لا يتحقق و الناس متورطين في عبادة البشر و الأوثان، كل فريق وعدهم رجال
أزيائهم وعوداً بالخصوصية و النصر على أعدائهم، ينتظرون ظهور ملائكة و أحصنة و
صحون طائرة، إذا لم تأت سوف يمسرحون مجيئَها و ظهورها، و يزيدون على الزور زوراً