يا أهل الأديان و الطوائف

هذه المجازر التي تدور رُحاها في بلادكم أينما توجهتم، أنتم تؤيدونها،
فإذا كنتم تؤيدونها فأنها ستستمر و تزداد اتساعاً و وحشية، بدعمكم و تأييدكم و رضاكم، و سيأتي يوم قريب تصل فيه دياركم، هذا إذا لم تكن قد وصلتها جاهزاً، 
ذلك لأنكم تصدقون ما يقول لكم رجال أديانكم و طوائفكم، أن هذه معركة إلاهكم، لينصركم على أعدائكم، حين يُنزل الملائكة عليكم، لينزلوا سفكاً دماءهم، إنتقاماً لكم،
فيا حسرة عليكم، هذي أماني الوثنية، الذين خصصوا إلاهاً لهم، ليحبهم و يكره أعداءهم، و ما أنزل ربكم كتباً و حكمة إلا رحمةً بالعالمين و بكم، و لتحرقوا آلهة الوثنية قبل أن حرقتكم،
بل نسبتم كتبكم و حكمتكم لآلهتكم، و على الوثنية بقيتم، فرحين بوعود رجال أديانكم و طوائفكم،
كبر عليكم أن يخاطبكم قلم، ليس من قبائلكم، و لا بأزيائكم، و لا من متاجركم، ليعرف الذين ذرة من الإيمان في قلوبهم،

 

يا أهل الأديان و الطوائف،

إشهدوا بأعينكم، حروب آلهة الوثنية و وكلائها على الأرض، حرس جهنم، ألذين يريدونكم ساكنين في الجهل، فغير هكذا لا يستطيعون حكمكم، 
ألنفاثات في العُقد، شربتم من سمومهم ملء بطونكم، فتباغضتم و تقاتلتم، قرناً بعد قرن، و لا تريدون من عذابكم خلاصاً، بل تريدون مزيداً، تشترون به رضىً من آلهتكم و من وكلائهم، الذين يعدون ثم لا يوفون وعودهم، بل مزيداً من السموم، تجرعونها طوعاً و رغبة، و تزدادون عذاباً، تنادونهم فلا تسمع الجدران، و تزدادون عذاباً،
فاعتصموا بحبل ربكم، رب العالمين، و ادعوه و انظروا، يستجب لداع دعاه، وعد ربكم حق، و وعود الوثنية خوف على خوف، و فقر على فقر، و ظلم على ظلم، و ذل على ذل، و عجز على عجز، و جهل على جهل،
ألذين يقولون لكم أن الإيمان أن تسلّموا بمقولاتهم، قولوا بل الإيمان بربكم، رب السماوات و الأرض، وضياء رؤوسكم، رحمة منه وسعت الخلق جميعاً

 

Top of Form

يا أهل الأديان و الطوائف،

تقولون أنكم تخافون ربكم الذي خلقكم، و تقولون أنكم تطيعونه، بما أمركم أو لم يأمركم، ثم إذا حلت بكم مصائبكم تقولون أنها من أعدائكم، الذين استقووا بالشيطان عليكم، ثم يقول لكم رجال دينكم أن تصبروا على الظلم و أن تطيعوهم، 
أين ذهبت عقولكم؟ لا يريد هؤلاء بكم إلا عذاباً، هذا وعدهم منذ أن هبطتم إلى الأرض،
لا يظلم ربكم أحداً، ظننتم به سوء الظن، و هو الذي خلقكم لتعبدوه، و هذا يا أهل الأديان و الطوائف متاع المؤمنين، و قوة لهم و بهجة، تذلل الصعاب و تسعدهم، حرمتموه على أنفسكم، و اتخذتم الشعائر بدلاً، و رضيتم بالجهل مسكناً، و قال لكم رجال دينكم: إبقوا معنا فينصرنا الله و يخلّصنا، و إذا شاء عذّبنا، و استمعتم لهم، فلا تلوموا إلا أنفسكم،
إرموا حرس جهنم في جهنم يا أهل الأديان و الطوائف، قول قلناه لكم، إستمسكتم بكبريائكم، و بخوفكم من رجال دينكم، البعيدين عنكم و الذين لا يعرفونكم و لا يرونكم، و ربكم أقرب إليكم من أنفسكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف،

يقول لكم رجال أديانكم و طوائفكم: إنتظروا الأعور الدجال، الذي سيعيث في الأرض فساداً، و هذا من أعدائكم، لأن آلهتكم تحبكم، و قد إصطفتكم و فضلتكم بعلم الغيب،
و ما أكثر العور الدجالين، لقبتموهم قادة عظماء، و أئمة متنورين و علماء و معلّمين وقديسين، و تبرّكتم بلمساتهم و استشرتموهم بأمور دينكم و دنياكم، و علّقتم صورهم على الجدران في منازلكم، و استحفظتم أقوالهم،
و عاثوا في الأرض فساداً، و ازدادت مصائبكم، و إذا كان بصيص من نور في عقولكم أخذوه منكم،
السراقون الكذابون العابدون أنفسهم، اللابسون الأزياء و الألقاب، يستمدون سلطانهم من جهلكم و عوزكم، فيزيدونكم جهلاً و عوزاً ليزدادوا سلطاناً،
ألعور الدجالون في كل أديانكم و طوائفكم، بلا حصر و لا استثناء، أم حسبتم أن الحق يُرى بالعين الطبيعية، عين العور الدجالين؟
لو أن ذرة من الإيمان في عقولكم لتعرفتم على العور الدجالين أينما كانوا، لكنكم اكتفيتم بالعين الطبيعية التي لا تعرف إلا مظاهر الطبيعة، هكذا يأتون و لا تعرفونهم، يلهونكم بالوعود و الأماني، و بالخلاص و النصر على الأعداء، ثم يقولون إحذروا الأعور الدجال، فلا ترونهم، تنتظرون سراباً وهم بين أيديكم و خلفكم، و عن يمينكم و عن شمالكم

 

Top of Form

يا أهل الأديان و الطوائف،

قد أتى على الإنسان حين من الدهر، إذا قال المؤمن للجبال أن تتزحزح تزحزحت، و إذا قال للغيم أمطري أمطرت، و إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد،
و أنتم تشترون من إلاهكم رضىً بالشعائر، فيقبض و لا يوفي و يُخسر تجارتكم، و يزيدكم ذلاً له و عَوَزاً، ثم يقول لكم رجال دينكم أن عليكم أن تصبروا لأنه يختبر إيمانكم، فتزدادون ذلاً له و عوزاً،
أرموا هكذا إلاهاً لا ينفع شيئاً، و ربكم يعلمكم و قبل أن برأكم، و إذا قدّم لكم صعاباً فلتتحروا أسباب الأشياء و تتعلّموا منها دروساً، و لتطهروا نفوسكم من ظن السوء و الذل لعشوائية الطبيعة، و لترأفوا ببعضكم و تتآلفوا بالرحمة، و لتتعلموا الصبر و الصبر قوة المؤمنين،
ربكم يريدكم أن تزدادوا علماً و ما خلقكم إلا لتعبدوه و آلهة الوثنية لا تزدهر تجارتها إلا من جهلكم، ربكم يريد لكم خلقاً كريماً عزيزاً وفيراً منه و آلهة الوثنية تمجّد نفسها بذلّكم و ترتوي بدمائكم و تستشفي بعذابكم

 

Top of Form

يا أهل الأديان و الطوائف،

ألتديّن الذي تدّعونه لا يصح إلا بوجود الكفر و الفساد، و كل شيء طبيعي له ضد منه، 
فمثلاً أنتم جميعاً تتصدقّون على الفقراء، و تجعلون من صدقاتكم معرضاً، و قد قيل لكم لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى،
فليس آلم على الفقير من الذل للأغنياء، و وضع يده تحت أيديهم،
و لم تُسمَّ الصدقات زكاةً عبثاً، بل لأن المقصود منها الطهارة، فما دام في العالم جياع و عراة و نائمون في الفلاة رغماَ عن أنفسهم: فلم تزّكوا و لم تتطهروا و لا يدخل الجمل سُمّ الخياط،
فلا تمنوا على الناس و على ربكم صدقات، تتصدقونها لكي تُرَوا، و لتشتروا بها رضوان آلهة الوثنية، التي لا تصحّ شرائعها إلا في غياب الحق والفضيلة،
أإثنان بالمئة أو ثلاثة؟ على السيولة من أموالكم أو على ما خمرتم و استثمرتم؟ هذي قوانين جباة الضرائب، الذين يكتبون شرائعهم بأيدهم، فتملؤها الطبيعةُ منافذاً للمنافقين، الذين يقولون: أنظر يا ألله، لقد تصدقنا كما أمرتنا، أوفِ بوعدك و أكثر نِعَمَنا،
لا يعرف هؤلاء إلا آلهة الوثنية، التي عاثت في الأنفس فساداً، فازداد الفقراء فقراً و عدداً، و ازداد الأثرياء ثراءً، بأسم الأديان و الكتب و الحكمة، و حكم الطاغوت حكامكم و أديانكم و شرائعكم و قوانينكم، و بث العداوة و الكبرياء والحسد بينكم، و حسبتم أنكم متدينون صالحون مهتدون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألأمثلة عديدة و التقوى واحد منها، فلماذا تريدون تقوى من الله، و هل لكم رب غيره؟ ألم يأت في الكتاب لا تقولوا راعِنا و قولوا أنظرنا؟
ألتقوى ... في ربكم، من ... من كل شيءٍ، فماذا تريدون غير وجهه الكريم، نور عقولكم رحمة نفوسم كلمة أفئدتكم إيمانكم و فكركم،
فأما الآلهة التي تتقون عذابها بالشعائر و بالسلوك و المأكل و المشرب ... فهذه ذات نزوات و لا يؤتمن جانبها، تغضب و ترضى على ذوقها، و لو وطئت قدم واحدكم جنتها لما أمن مكرها،
لم تكن الصلوات التي أُعطيتم حركات جسمية، و استحفاظ آيات كريمة، ترددونها ساهين عنها، فتمنعون غيث الرحمة التي تُنزلها على عقولكم و قلوبكم، عقولُكم و قلوبُكم اللاهية بالأهواء والأماني، تذهبون للصلاة و معكم لائحة تسوّق، و خوفاً من إلاه يعذب خلقه الضعفاء كما خلقهم،
لا عجب أنكم ترون أنّ العدالة أن تفرضوا شرائعكم و أحكامكم على الناس بحد السيف رغماً،
و الذين لم يقيموا شعائراً جعلوا التقيّة غلافاً للكتب و الحكمة، قيل لهم لا تعطوها للذين لا يفهمونها كما قيل من قبلُ، فحرّموها على أنفسهم و على الناس، فباتت التقية في اعتقادهم أيضاً بُعداً عن ربهم، خوفاً من عقاب و بانتظار خلاص ضمنه لهم رجال دينهم

 

 

يا أهل الأديان و الطوائف

تودّون ملهوفين لو تهبط براهين من السماء عليكم، أو أن تظهر في الأرض خوارق، تبرهن معتقداتكم، و تدحض معتقدات جيرانكم و أعدائكم، 
ذلك لأن الحق غائب عن عقولكم،
فالحق موجود و لا يغيب، إلا إذا غلفتموه بمعتقداتكم و اقتناعاتكم، و ظننتموه مشروطاً بالطبيعة، يغيب عن أنظاركم، فترون الكون رهينة إلاه متعسف، تتوسلونه ليكون طرَفاً في خلافاتكم، فينصركم و يخذل كل من كرهتم،

لو أنكم عرفتموه لتوفّرت لكم كل البراهين في أمور دنياكم و دينكم، و سرتم على طريق مستقيم، و هديتم إليها الطالبين،
و إذا عجزتم عن معرفته تقوقعتم في الطبيعة، شئتم أم أبيتم، و مهما كانت أسماؤكم التي أسميتم أنفسكم، و مهما كانت شرائعكم و شعائركم، و إذا تحدّثتم كشفتم ما تُسرّون من حيث لا تشعرون، فيازداد تابعوكم ضلالاً، و تزدادون غرورا،
ليس الحق شيئاً تخصصون به دينكم و طائفتكم، و كأن لكم سلطاناً أن تعطوه للناس أو تحرموهم منه، ألحق خلق الناس جميعاً و كلَّ شيء و لا يطلب إذناً منكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إنكم واقعون في حُفر تعريفاتكم للكلم التي في قواميسكم، وهذه وضعها المفسرون و الشارحون في زمان ومكان ماضيين، فلا تصح في الحاضر في أراضيكم،
و الكلم يتخطى الزمان و المكان في معانيه العقلية، هذه التي يطرحها الحقُّ صوَراً و أحداثاً في الأمكان و على خط الزمان،
فهكذا قد حرّفتم الكلم عن مواضعه في العقل و أخذتموه بحرفيته، غابت عن أذهانكم حقائقه، و رحتم تبحثون في الأرض عن براهين على صحته، فأزدتم ريباً، فالحق تعالى أن تبرهنه الطبيعة و تاريخ شعوبكم،
وهكذا لم تقرؤوا فيه إلا اختلافاً، تهزؤون من كتب بعضكم، يا حسرةً عليكم، لو تعلمون مما تهزؤون،
أليس الإيمان بالكتب من أركان الإيمان؟ فبأي كتب عليكم أن تؤمنوا؟ فإذا كان الإيمان أن تؤمنوا بكتب غائبة: تعادل الإيمان و غيابه،
ألا تتفكرون؟

 

يا أهل الأديان و الطوائف،

تشهدون بأعينكم، الذين يحسبون أن ربهم خلقهم ليأكلوا مأكلاً، و يلبسوا ملبساً، و يسكنوا مسكناً، و ينهجوا منهجاً ...
و الذين يقولون "نحن لسنا متطرفين" منكم هم الذين مهدوا الطريق للمتطرفين: لأن منطلقات الفريقين الإعتقادية و الفكرية واحدة،
و المتطرفون وصلوا بهذه المنطلقات إلى التطرف في ظروف متطرفة،
لذلك فالإعتدال في الضلال ضلالٌ على كل حال،
و إذا هيّأت الظروف الإقتصادية و السياسية مناخ بحبوحة و استقرار لمُهلة تحت ظل المعتقدات المعتدلة في الفساد، لا يعني هذا أن الإعتدال في الفساد صلاح،
فكم من أمة حكمت العالم في الماضي، و كم من أمة سائدة اليوم: بمعتقداتها الفاسدة،
و يبقى الناس متخاصمين على معتقداتهم و تقاليدهم و مناهجهم ... والقدر يغير الأحوال غير عابئ بهم، فتظهر أخطاؤهم و لا يرونها إلا في خصومهم و أعدائهم،
و تتبادلون الأدوار بين ظالم و مظلوم

 

Top of Form

يا أهل الأديان و الطوائف

إن سلوك الإنسان الجسمي يرقى به إلى الإنسان الذي يسع رأسه السماء، أو ينحدر به إلى القردة و الخنازير، و هذه هي الميتة و لحم الخنزير التي حرم الكتاب،
و تتبارون بين بعضكم في الكلام عن أخطاء بعضكم، لكن كل فريق لا يرون أخطاءهم، لأنهم يرون شرائعهم و تقاليدهم قائمة على أسس أخلاقية و روحية حسب فهمهم لكتبهم،
لكن، في الشرق و الغرب في كل الأديان و طوائفها: الناس لاهون بلذة التكاثر، بل جعلها بعضهم أملهم في الدنيا و الآخرة،
حتى باتت الأسرة مفككة، و الأطفال يربون في بيوت أقاربهم أو مع غرباء لا يحبونهم، و الآباء و الأمهات ساعين في سبل الشهوات، يحللها لهم رجال دينهم و مُشرّعو قوانينهم، و تقبل المجتمعاتُ الشرقية و الغربية هذه الفوضى بإسم الدين و التطور،
و ألذي يسبح في الوحل سوف يتوحل، و يتغلغل الوحل في عينيه و أذنيه وفمه و جلده: كيفما كان أسلوب سباحته و القواعد التي يسبح بها،
فلا تنحدروا في البهيم و تقولوا الله حلله، الذي حلله رجال دينكم، و الكتب بريئة منهم،
ألذي يختار هذه الملذات هدفاً لحياته و آخرته ينحدر بها إلى البهيم، ليحصل على المزيد، و يتغلّف عقله بالتراب، أهذا مكافأة أم عقاب؟ 
و الذي يسعى لإعلاء مداركه يتعرف على المتع الحقيقية، و يرتقي إلى الإنسان، كُلاً حسب إطاقته،
لا يمكن نص قانون يكبح جماح الشهوات، فإن العور الدجالين سوف يجدون فيها منافذاً ليتجاوزها و يدّعون العفة و الطهارة،
فهذا جهد كل مجاهد في معرفة نفسه، ليفهم غرائزها الطبيعية، من غير إرغامها على ما لا إطاقة لها به، و من غير مُظاهرة، فهذا سر النفس بينها و بين ربها، و لا يعلمه إلا هو

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ما أحلى كلام المزوّرين و السراقين، على الآذان التي تعوّدت سماع كلامهم، ولكن لا تنبهروا بالتعابير و الكلمات التي لا طائل تحتها، هم يريدون أن تصغوا لهم، لكي تشربوا من أباريقهم، فتقبلوا الشيطان و إبليس أسياداً عليكم، يلعنونهم ثم يقدمونهم خلسة، و أنتم غافلين، بحجة أن لا خلاص لكم و لقبائلكم و أديانكم و طوائفكم إلا بهم، لكنّ خلاصكم في صحوِكم، فتفكروا إن كنتم على التفكر قادرين،
كم يتمنّى هؤلاء أن تبقى الساحة خالية لهم، فلا حسيب و لا رقيب على أعمالهم و أقوالهم، و قد أُمهلوا طويلاً، لكن زورهم بات فادحاً، و ترون بأعينكم أين أوصلوا الأديان و الطوائف، في الأخاديد العميقة، حيث كثيرون منكم يصدّقون أن هكذا العالم، ناسين إنسانيتكم

يا أهل الأديان و الطوائف

ألخوارق و المعجزات لا تبرهن شيئاً، و لو أنها برهان لآمن كل من في الأرض، بل إنه من مهزلات الزمان أن كل فريق منكم يسلّمون بمعجزات حسب وصف رجال دينهم، و لا يقبلون المعجزات التي يقبلها غيرهم من الأديان و الطوائف، و بعضكم يقبلها كبرهان على غير ما يقبلونها ...
في هذه الفوضى الفكرية برهان واحد: على غياب عقلانيتكم، و العالم واحد أمامكم، لا يختلف من أمة لأمة إلا بالقوانين الطبيعية الواحدة التي تسيّره، و العلم التجريبي جاء بمعجزات واقعية، غير عابئ بخرافاتكم، و عندما تذهبون إلى الطبيب لا يستشير القديسين و الأئمة، و لا يخاف الجن والعفاريت، 
و كل هذا يجري بالحق الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة، لكن هذا قول ثقيل عليكم، فآنما نذكر كلمته العظيمة القائمة تردون إلى المعجزات والسحر و الحكم المتعسف، خطوة صغيرة لا يخطوها إلا قليلون، و الذين لا يخطونها لا يعلمون أنهم لا يخطونها، و هذا قد يأخذ أعماراً على أعمار، و أدواراً على أدوار، و هم بانتظار المعجزات التي ينتظرون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

تتمسكون بمعتقداتكم عبثاً، آملين أن يرضى إلاهكم عليكم، لكن هذا لا يزيد الأزمات إلا تأزّماً، و ترون بأم أعينكم عواقب أفكاركم و أعمالكم سراعاً، و لكنكم لا تريدون منها مخرجاً، فقد ملأتم أنفسكم حقداً و كبرياءً، أعمت أبصاركم، و أضاقت صدوركم، هذي جهنم التي أُنذرتم، لكنكم تريدون مزيداً، ناراً تشويكم، خالدين فيها أبداً، وعْدَ رجال أديانكم و طوائفكم، ما دام آلهتكم حكامكم، تجعلون أصابعكم في آذانكم كلما ناداكم الحق، طوعاً لهم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

كل الأفكار و الأفعال التي قال لكم رجال دينكم أنها تنفعكم: تضركم، حتى عندما يقولون لا تكذب لاتسرق ... هم يتحدثون عن أوامر إلاه صنّف بعض الأفعال المعروفة في زمان ما شراً، ليس لأنها تضر فاعلها و الذين ينالونها فتسلب منه إنسانيته، بل لأنها أوامر ذلك الإلاه،
هكذا هذه الأفعال لا تزالون ترونها نافعة و تمارسونها كلما أردتم كسباً سريعاً أو نصراً على أعداء ... ثم تقيمون الشعائر التي يقول لكم رجال أديانكم و طوائفكم أن إلاهكم يكفّر بها خطاياكم،
و يبقى العالم غارقاً في الظلم و النفاق و غياب الثقة بين الناس، بإشراف شرائع الوثنية التي لا تفهم أي معنىً، و لا تعرف فضيلة، و لا ترى روحاً، 
و ترى الناس يزدهرون بزراعة المخدرات و التجارة بها، و الرشوة بين آخذٍ لها و مُعطىٍ، و التجارة بالأسلحة، و استثمار أموالهم في الشركات التي تستعبد الضعفاء و تزيدهم فقراً، و بربو أموالهم أضعافاً مضاعفةً بالمنافسة و الإحتكار على حساب حاجات الناس من طعام و طاقة ...
و هذا كله باركته الآلهة التي تكافئ الطائعين لها بالثراء و المقدرة على ظلم الناس، ثم إيتاء الزكاة والصدقات لهم ... 
ألعالم اليوم غارق في الظلم و الطمع و الفقر ببركة آلهتكم، غابة الوحوش أكثر عدلاً و رحمةً منكم، و كل فريق منكم يريدون أن يُرغموا الناس على الخضوع لشرائع ألهتهم، ظناً أن العالم يصطلح بتغيير لائحة المُحلّلات و المُحرّمات ... يا حسرة عليكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

تظنون أنكم أذكياء، و أنكم أكثر علماً و معارفاً من أعدائكم و خصومكم و جيرانكم، لكن لا فرق بينكم، لا بالعلم و بالأخلاق، تعيشون في وهم الفوقية على بعضكم، و أفعالكم و أخلاقكم واحدة،
و تقولون أن معتقداتكم صحيحة ليس لأن لديكم براهيناً عقلية عليها، بل لأن هذا ما تقتضيه العصبية الدينية و الطائفية و القومية، التي لو أنكم مؤمنون و قادرون على التفكر لتبرّءتم منها، فوجودها في نفوسكم دليل على غياب الحق عن أبصاركم، و قد قيل لكم لا تُدينوا لكي لا تُدانوا، و قيل لكم أن ربكم لا يُشرك في حكمه أحدا

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ختاماً، إنّ المعتقد شيء أنتم تركّبونه مما تؤتون من علم، و عندما يشير أليكم رسلكم أن تسيروا في طرق ما فلكي ترتقوا بعلمكم و أخلاقكم، ربكم غني عنكم، و إذ خلقكم لتعبدوه فلأنه تكريم لكم،
و كم ذهبت أمم قبلكم مذاهباً، غرهم غرور الدنيا و رؤوا في السماء أرضاً مثلها، لم يجلبوا على أنفسهم إلا الويل و العذاب، يحزنون أياماً و يوماً يضحكون،
عمّ يتمخّض هذا العالم، لا يعلمه إلا ربكم، بيده الملك، يديره كيفما يشاء، ليس اعتباطاً و ارتجالاً في فهمكم، بل بالحق خالق شيء، و معتقداتكم أنتم تصنعونها و بها تحيون و تموتون،
فهل سيفرق البحر كما فرقه من قبل، و ينفذ الإنس والجن من سلطان السماوات و الأرض بغرورهم، فهذا رهينة ما تقتني عقولكم و قلوبكم و لا تلومنّ إلا أنفسكم، و احمدوا ربكم إذ جعل لكم سمعاً و أبصارا

Bottom of Form

يا أهل الأديان و الطوائف

إليكم هذه البحبوحة (bonus)، و بعض منكم يستمعون،
ألتورات المقدسة التي دعت إلى التوحيد: صنعتم منها دين شعب الله المختار، و أبحتم لأنفسكم ظلم الضعفاء و سفك دمائهم،
و الإنجيل المنير الذي علّم أرقى أخلاقية إنسانية: صنعتم منه خرافات و شعائر، تقيمونها ليغفر الله لكم عصيانكم لكل ما علّمكم،
و القرآن العظيم الذى سبّحت في آياته السماوات و الأرض وصولاً إلى عين اليقين: صنعتم منه شريعة القتل و الأكل و الشعائر و النكاح،
و الحكمة الشريفة التي أضاءت ما غفلتم عنه بظهور حكمها: أغلقتموها لتبقوا و يبقى الناس على الجاهلية،
فإذا غرق العالم في العذاب و تسابق إلى هلاك نفسه لا تلوموا إلا أنفسكم،
هذه الصفحة لا تأخذ جانب فريق على آخر، و لا هي مدرسة فكرية فشلت قديماً و تحاول اليوم ثأراً و نصراً،
و يبدو لنا أنكم جميعاً تغتاظون إذا بينّا لكم أن الكتب التي سبقت كتابكم أو تلته هي أيضاً كتب مُنزلَة، فلا نُفرّق بين الكتب و الرسل،
لكنكم تفضّلون أن تبقوا على البغضاء و العداوة، نائمين على وسائد وعود رجال أديانكم و طوائفكم، و هذا اختياركم، فانتظروا و إني معكم من المنتظرين

Top of Form

يا أهل الأديان و الطوائف

حللوا و حرّموا، و افتوا و تفاتوا، و اسمحوا و امنعوا، و رغّبوا و خوّفوا،
آملين أن ترضى آلهتكم عنكم و توفي ما وعدكم رجال أديانكم و طوائفكم،
تنتظرون طغات العالم و جلّاديه أن يرأفوا بكم، و ملائكة تهبط من السماء أو تطلع من الأرض بعد اختباءٍ،
تقولون يا ربنا لقد سرنا على ما أمرنا رجال أدياننا و طوائفنا، و أقمنا الشعائر التي فرضت علينا، و قاتلنا القتال الذي أمرتنا، أوفِ بوعدك و انصرنا،
و يقول لكم رجال أديانكم و طوائفكم، هذا اختبار ربكم لإيمانكم، اصبروا و الفرج قريب،
و لكن لا تزداد أزماتكم إلا تأزّماً،
فما أنتم سائرون على ما وجدتم عليه آباءكم و أجدادكم لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

تفكّروا بما نقول لكم، و لا تستعجلوا حكمكم، و لقد عرضنا عليكم ما سلب الطاغوت منكم، و لن يرجعه إليكم، فلا قوة لكم عليه إلا بإيمانكم بعقولكم، التي أنعم عليكم ربكم و أكرم، ليخلصكم من السجانَين، يقول لكم خدمهما: إقرؤوا ما جاء في الكتب، كتب خدمهم و أسيادهم، التي كتبوا بأيديهم، يقولون لكم: لم يأت هذا في كتبنا، يقولون: كتبنا فيها كل العلم و لا علم بعدها، ثم إذا استفسرتموهم عن أمر ليس في كتبهم يغضبون عليكم، لتبقوا طائعين لهم، و الكون يجري بلا إذن منهم، و كل ثانية تدور بها الأفلاك و الأرض بكل جديد، و لا هم يدرون، أنظروا في تاريخ الإنسان، سجنوا و عذّبوا و قتلوا كلّ من تجاوزهم بالمعارف و العلم، ما هم إلا أجسام على الأرض تخافونهم، لا مُمَثّل للسماء على الأرض إلا في رؤوسكم

 

 

يا أهل الأديان و الطوائف

كل ما نقوله لكم مكتوب في كتبكم، و كل كتاب مكتوب في الكتاب الذي سبقه، تأخذون نصيبكم منه قليلاً كل مرة، فلا جديد تحت الشمس للبصيرة، و يغيّر الزمانُ الصوَر بالحركة، فإذا نظرتم بالعين الطبيعية رأيتم بدائعاً جديدة، ليس من الضلال أن تعجبوا و تتمتعوا بمشاهدتها، و ما خُلق الكون إلا لذوي ألباب،
لكن الضلال أن تسكنوا على أساس مُتحرّك، لأنه سوف يهدم مساكنكم، غير عابئ بندمكم و آمالكم و آلامكم

يا أهل الأديان و الطوائف

المسالك التي تسلكونها تؤدّي بكم إلى حيث أنتم، فقد سلكها آباؤكم و أجدادكم من قبلُ، فلا ينفعكم أن تُجدّدوا تعبيدها و ترصيفها، لن يذهب هذا بكم إلى مكان لم تعرفوه قبلاً،
الحق لا يُساوَم عليه، و لا يُرتشى و لا يُخدع، هذه الأساليب تنفع مؤقّتاً في السياسة و التجارة، تُراؤون و تخدعون بعضكم، و لا تخدعون إلا أنفسكم، 
و لمّا كانت أشجاره مورقة و حملت فاكهتها، كنتم نائمين، و ما تُلملِمون اليوم: نفايات الموسم الفائت، لا ينفغ أكلُها، بل يضرّ،
فافتحوا في عقولكم الطرق الجديدة و عبّدوها و مهّدوها، و كلوا ثمرات الموسم الجديد، و سوف تقولون: هذه هي الطرق التي سرنا من قبل، و هذا ما أكلنا من قبل، إذا كنتم تتذكرون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إن قسطاً قليلاً من النية الطيبة أقوى من مؤآمرات المتآمرين، و إن قسطاً قليلاً من العقلانية يُبدّد قروناً من الظلام، و قسطاً قليلاً من الإيمان بالحق يغلب أعظم الجيوش، و إن قسطاً قليلاً من التواضع و المحبة يغسل قيح الكبرياء و العداوة و يطهّر جروحها،
فلا تستمعوا للمرضى و السكارى، الذين يقولون لكم: أتريدون أن ننسى؟ أتريدون أن نتنازل عن إرثنا؟ هؤلاء يحبون الموت و العذاب، وعَدهم الكتاب بالسكون في جهنّم و أوفى وعده

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ليس من الفضيلة بشيء أن تقولوا: نحن نقبل الذين ليسوا من ديننا، و كأنكم تتكرّمون عليهم رغم ضلالهم،
فالذين من دين غير دينكم هم أيضاً يقولون عنكم ما تقولون عنهم، و الحق وحده يحكم بين الضالين و المهتدين منكم،
و سوف ترون أنه لا يستشيركم، و الأحكام التي تصدرونها إنما تصدرونها إرضاءً لأنفسكم، و الضالون و المهتدون مُنتشرون في الأرض، هو يعرفهم، و أنتم جميعاً عليكم أن تزدادوا علماً و تتطهروا خُلقاً،
هذا هو الشيء الذي يجمعكم على الأخوّة الإنسانية، التي تتجاوز معتقداتكم و تقاليدكم و مناهجكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف،

لا تلوموا التورات و الإنجيل و القرآن و الحكمة و لوموا أنفسكم،
و الدين الذي هو أفيون الشعوب هو من صنعكم، ألكتب و الحكمة بريئة منه،
لقد كررنا هذا القول على هذه الصفحة مرّات، لكن بعضاً منكم لا يزالون يصرّون على إطفاء نار العداوة بإشعال نار عداوة جديدة، و بتغطية الجهل بجهل غيره، فالجهل أشكالاً و ألواناً،
فالذين يقرؤون في الكتب و الحكمة شريعة الكبرياء و العداوة و سفك الدماء: سواسية،
لم يصل العالمان إلى هذا الدرك السافل إلا من تقصيركم بطلب العلم والإرتقاء بالأخلاق، فقد نمتم جميعاً على وسائد وعود رجال أديانكم و طوائفكم، الذين ضمنوا لكم خلاصاً و جنة، إذا سرتم على أوامرهم،
و كأن الكون و الكلمة التي وَسَقت نَوب النواة و تداول العصور، و أجرت المجرّات و أسقطت الأوراق اليابسة عن أشجارها: شريط فيديو سجّله الخالق اعتباطاً،
فلو تفكرتم قليلاً: فإن مفهوم الحتمية التي قالوا لكم: يجرّد مظاهر الكون من كل معنىً: ليقتصر المعنى على المظاهر المحتومة التي اختارها الخالق،
فهكذا رفعتم جدران الحتمية و سترتم بها المعاني التي في عقولكم، و ليس هذا أقل ضرّاً من نصب الجدران الحجرية التي يعبدون،
لكن كسلكم و تنائيكم عن طلب العلم أغلق أبواباً عديدة في عقولكم، حتى بتّم في الجهل سواسية، و العلم واحد، و للجهل أشكال و ألوان

 

يا أهل الأديان و الطوائف

أنتم الصانعون معتقداتكم، و أنتم الصانعون آلهتكم، كيفما زينتموها و مهما أسميتموها و وصفتموها، و الفرق بين آلهتكم لا يتجاوز أسماءها و صفاتها، و أخلاقكم تبررونها بها، و هي مرآتكم بين ناظرها و منظورها،
و أكثركم مسلّمون بما ورثتم من أبائكم و أجدادكم، و الإيمان بعيد عنكم بعدكم عن عقولكم، و التوحيد أبعد منالاً،
لم تخاطب الكتب و الحكمة إلا عقولكم، و أما الكتب التي كتبتم فلا تشير إلا إلى مظاهر الطبيعة،
و يا ليتكم حاولتم فهم هذه بالفكر الذي أوتيتم، بل قالوا لكم أن إلاهاً يتدخّل في الكون ليصنع مُعجزات: و هذا يجعل الكون شيئاً مستقلّاً، فتُشركون بربكم من حيث لا تعرفون، فتفكّروا مليّاً قبل أن تعتقدوا مُعتقداً بُنيَ على مظهرٍ، فإن المظاهر ليست برهاناً على شيءٍ، و لو أنّها برهان لآمن كل من في الأرض و نال التوحيد،
و سواء سلّمتم أن إلاهاً حُمل بلا دنس و قلتم أنه ابن الله، أو سلّمتم أن الله وُلد و رضع و نمى و قلتم أنه ناسوتاً: ألفرق طبيعي في أذهانكم،
و سواء أسلّمتم أن كتاباً ما كلمتُه، أم كتاب غيره: ألفرق لُغويّ في أذهانكم،
ألكون بكلّيته كتاب الخلق و الأمر: كلمة النفس و العقل: حركة مظاهر الزمان، و ربكم تعالى علواً كبيراً، لا يُدرك بالحس و الفكر، و يُدرك الأبصار و لا تُدركه الأبصار

 

يا أهل الأديان و الطوائف

كل نبأ أنبأتْكموه الكتب يتحقق لأنه الحق، و لا أنتم تدركونه، لأن أبصاركم تغلّفت بمعتقداتكم، و معتقداتُكم تضاربت و تناقضت، و هكذا توقّعاتكم،
فربكم قد جاء و الملك صفاً صفاً بغير واسطة، قليلون الذين شاهدوه فخلّصهم، و غاب عن الذين ينظرون و لا يبصرون،
و المهدي قد خرج من كهف الظلام بيدين عاريتين و قدمين حافيتين، و خاطبكم و لا تستمعون، و كان قد هرب من بيت، كانوا يرغمونه على استحفاظ الكتب و إقامة الشعائر، فقال إني سوف أغيب و لن ترونني، حتى تطلع شمس جديدة،
و الفرات العذب قد اختلط بالأجاج المالح،
و الحدود قد جاؤوا و علّموا، تمهيداً للعالم الجديد، و لا ينفكّون يعلّمون، و هم مُشخّصون في المكان و الزمان،
و المسيح و المعمدان مشيا في الأرض و لم تعرفوهم، كما أنبأ الإنجيل،
ذلك لأنكم تريدون أن تكون كل الأنباء غير حقيقية: حسب وصف رجال أديانكم و طوائفكم،
و إذا قلنا لكم أن إسرائيل و أهل البيت و بني معروف ليسوا قبائلاً، بل مرتبةٌ روحية إدراكية خلقية: تغتاظون، لأن رؤوسكم قد انقلبت على أعقابها، و أنتم بها راضون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إبحثوا عن داعش في نفوسكم و قاتلوهم في قلوبكم و عقولكم،
فانظروا في معتقداتكم و في الوعود التي وعدكم رجال أديانكم و طوائفكم تجدوا فيها داعش،
و انظروا في تاريخ حكّامكم تجدوا فيه داعش،
ليست داعش خاصة دين أو طائفة، بل هي معتقداتكم و نفوسكم، على درجات متباينة،
فإذا كنتم تظنون أن ربكم قد خلقكم لتأكلوا و تشربوا و تتكاثروا و تقيموا شعائراً و تتقاتلوا ... ليرضى عنكم ... فأنتم داعش و من والاهم، و إن كرهتموهم،
و إذا دارت الأيام و هزمتم عساكر داعش ... ثم شرعتم تغورون على قرى من والاهم: تقتلون العّزل في بيوتهم: ثأراً لقتلاكم: فأنتم داعش مثلهم،
ليست هذه حرب دين على دين، و لا طائفة على طائفة، إلا في شريعة الجاهلية، لا يزال كثيرون منكم يدينون بها، على درجات متباينة

 

يا أهل الأديان و الطوائف

لا تستعجلوا حُكماً على معتقدات بعضكم، لا حباً لها و لا بغضاً،
بالأمس عسى أن عشتم بين أناس فأحببتموهم و اعتقدتم معتقدهم، و اليوم لا تعيشون بينهم فتكرهونهم و تكرهون معتقدهم،
و غداً عسى أن تعيشوا بين أناس اليوم تكرهونهم و تكرهون معتقدهم، فسوف تحبونهم و تعتقدون معتقدهم،
هكذا الحق فوق ضلالكم و هداكم، و ما معارفكم و جهلكم إلا غبار قدميه،
آن الأوان أن تُقرّوا أن السماء لا تُقاس بأشباركم، فتعيشوا في الرحمة مع بعضكم و تتعاونوا، إن أكرمكم عند الحق أتقكاكم من الجهل

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ربكم غني عنكم و عن علمكم، خلقكم لتعرفوه، و هذا تكريم لكم، بعد أن شفع بكم، فانظروا الكون الذي أنتم، ما تجهلونه فيه تُمليه معارفكم،
تفكّروا بهذا، فإنكم لا ترون في الكون إلا ما تعتقدون،
كل لحظة من الزمان آية من الخلق و معجزة، ترون الأبقار و الأغنام لاهية باجترار طعامها و مضغه، فلا تنظر و لا تعجب،
و ترون الناس لاهين بعدّ أموالهم و تكاثرهم و نكاية أعدائهم، ثم يذهبون إلى بيوت الشعائر ليمنّوا على إلاههم صلواتهم، ليزيدهم مالاً و بنيناً وينصرهم، فلا ينظرون و لا يعجبون،
فكل يحصل على ما يطلب، يد الله ليست مغلولة، لكن أنظار الناس مقتصرة باختيارهم،
فإذا شحّت أيامكم، و ابتُليتم بنقص في الثمرات و الأولاد و راحة البال: فلكي تُعيدوا النظر معتقداتكم، ليس ربكم ظلاماً للعباد و لا خالقاً سادياً، و هذي أخلاقكم أنتم،
لأنكم إذا دمتم على الرسوب في قُمع الجاذبية الطبيعية: سيأتي يوم لا لذّة لكم فيه غير القتل و الأكل و النكاح، عوذوا بربكم من هكذا قدر

 

يا أهل الأديان و الطوائف

خير إطاعة تطيعون ربكم و خير عبادة: أن تزدادوا علماً و تتألّفوا رحمةً و تترفّعوا خلقاً، هذي هي الصِلات بالحق التي تنهى عن الفحشاء و المنكر، و هذي أوامره منذ أن أنشأكم،
أما الشعائر و الذبائح و السكون على الجهل فلا تزيدكم إلا رسوباً و عذاباً،
و كم قال لكم رجال أديانكم و طوائفكم: إبقوا معنا و سيروا على ما نأمركم يرض الله عنكم،
لكن هؤلاء غير راضين عن أنفسهم، يخافون ظلّهم، و ينامون ندماً على حيواتٍ أضاعوها هزأً و كبرياءً، يخاطبهم ربّهم على ما عاهدوه فيلوون وجوههم، يرحمهم ربهم و لا يرحمون أنفسهم،
لو يعلمون علام هم يتكبرون، سقط الإنسان على الأرض، مرّات متكررات

 

يا أهل الأديان و الطوائف،

أن يرى كل فريق منكم أن هذه الصفحة مؤامرة عليهم: دليلي لكم أنكم جميعاً واقعون في الخطأ عينه،
فهذه الصفحة تناولت موضوعات فكرية و دينية لم تخصص بها ديناً ما أو طائفةً،
و رفضكم لها ظانّين أنها مؤامرة عليكم لا يصحح الخطأ الذي نبهتكم عنه، بل يدل على أنكم متمسكون بهذه الأخطاء، ظانين أن ربكم لا ينصركم إلا إذا سرتم على سبل آبائكم و أجدادكم،
و ترون في هذا الزمان بأعينكم، كيف يجني قادة العالم ثمرة أعمالهم سراعاً، و ينقلب السحر على الساحر بلمح العين، و كيف تُكشف أكاذيبهم فور قولها،
فقد قلت لكم في مقالات سابقة أن الزمان قد تسارع، و كل عمل تعملون تجنون ثماره في الحال،
و هذه دلائل ربكم أن لا يعزب عنه مثقال ذرة، و لكل شيء سبب فيتبع سببه، هذا هو الحق الذي به يحكم ربكم هذا العالم،
و قلت لكم أن كل كذب له تاريخ انتهاء يُطبع عليه آنما تكذبونه، فلا تتعبوا أنفسكم بتكرار الكذب، فلا يعطيه التكرار حقاً،
جرّبوا العقلانية و الرحمة و الصدق مرة، أنووا نية طيّبة، بأن تتمنوا الخير و السلام و العيش الكريم للجميع كما تتمنونه لأنفسكم، و اصبروا و لو لم تلمسوا مثيلها عند غيركم، و هكذا تثبتون طاعتكم لربكم، فهذا ما أمركم في كتبكم و حكمتكم،
و سوف تجنون ثمرة صالحة سريعاً، و تستيقنون أن ما جاء في الكتب و الحكمة حق سريعاً، هذا هو النصر الحقيقي الذي يدوم دوراً كاملاً، غير النصر الذي تكسبونه وهماً بالظلم و الدمار و هدر الدماء، هذا هو الوعد الوحيد الذي أعدكم

يا أهل الأديان و الطوائف

كفّوا عن إطلاق نظريات المؤامرات يميناً و يساراً و قدامكم و خلفكم،
كل نظرية مؤامرة تطلقونها لها عشرات مخالفة لها، يطلقها أعداؤكم و منافسوكم، يإدلّة واهية مثل أدلتكم، و بالتلفيق و تشويه الوقائع مثلكم،
تحسبون أنكم أذكياء، و لا يصب هذا إلا الزيت على النار، و يلهب أحقاد عامة الناس و يزيد خوفهم، هذا هو النفث في العقد الذي نبهكم الكتاب،
لو سلّمنا جدلاً أن العالم يتآمر عليكم: تعاونوا مع بضكم، و كفّوا عن التوسل إلى المتآمرين ليساعدوكم على قهر جيرانكم،
ألحلول لمشكلاتكم بسيطة و سهلة، و لا تحتاج لأسلحة نووية و لا لقادة عباقرة يأتون بالمعجزات

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إلاه داعش هو إلاه الضدية، و هو إلاه كل دين و طائفة ضلت عن معرفة الحق،
لذلك قلت لكم على هذه الصفحة: إبحثوا عن داعش في رؤوسكم و قاتلوهم بعقولكم و قلوبكم، و هذا هو القتال الذي دعتكم إليه كل الكتب،
فأما إذا كنتم تظنون أن السنة المتطرفة هي سبب بلواكم: فلن تتعلموا من هذه المأساة درساً، و ستستبدلون عداواتكم القديمة بعداوات جديدة، و تكررون الأخطاء عينها مرة بعد مرة،
و هذا لا يحصل إلا ليدلكم على أخطائكم، فكل فكرة تفكرونها و تهوَونها، رغبة و خوفاً، تدفع أنفسكم للفعل: لتحقيق الرغبة و إنهاء الخوف،
و الفعل له عواقب بقانون هذا الكون، هكذا تجنون ثمار أعمالكم، ليس بإرادة إلاه إرتجالي، بل بالحق الذي يحكم الوجود،
و عندما يغيب هذا عن أبصاركم: تنقلب كلمته العظيمة إلى ضدَّيها في رؤوسكم التي ألفت مظاهر الطبيعة:
هكذا ترون مشيئته اعتباطاً، و جبروته بطشاً، و رحمته أنانيةً، و معرفته شرائعاً، و عبادته زخارفاً و شعائراً، و هداه غمامات على البصائر خوفاً منه ...
فلا هم بأي كتاب تؤمنون، و من أي قبائل تولدون، و أي رجال دين و سياسة تتبعون: إذا غفلتم عن الحق تقوقعتم في الطبيعة، و بتّم أسرى الضديّة، عوذوا بربكم من هكذا قدر

 

يا أهل الأديان و الطوائف

تقولون أنكم مضيافون و إجتماعيون، و هذا هيّن إذا كان ضيوفكم من قبائلكم و دينكم و طائفتكم، فهكذا تمشون على جسور مبنية جاهزاً، بغير جهد مطمئنين،
لكن مضايفكم و صالوناتكم و أيضاً بيوتكم المتواضعة سوف تتألق و ترقص و تغني ... إذا جمعتم فيها غرباءً، لتذهب الإلفة بغربتهم، و تبنوا جسوراً لم تُبنَ بعدُ،
لتشهدوا أن الناس مثلكم، لا أنتم أفضل منهم و لا هم أفضل منكم، و تقاليدكم الإجتماعية و بروتوكولاتكم و ألبستكم و أسماؤكم مختلفة، لكن نفوسكم واحدة، إفتحوا صدوركم لبعضكم، و ربكم فيها قريبكم

يا أهل الأديان و الطوائف

إن أساليب النفاق لم تعد تنفع، لقد طفح بها كيل الزمان، و كل محاولة جديدة للنفاق ستبوء فوراً بالفشل، و تشهدون هذا بأعينكم اليوم في العالم، و بالأخص في الشرق، حيث وصلتم إلى السدّ المسدود، حيث لا تجدون منفذاً،
ففي الماضي كان الزمان يمهلكم، لتعيدوا النظر بأفكاركم و أعمالكم، لتروا أن النفاق ينقلب عليكم، لتحصلوا على الأذى عينه الذي نويتم لبعضكم و سترتموه بنفاقكم،
و تظنون أنكم أذكياء، و تمجّدون قادتكم البارعين في النفاق، و هذا قد وصل بكم إلى انعدام الثقة و الصداقة انعداماً، 
و لو أن قسطاً قليلاً من الثققة و الصداقة باقىٍ، لتمهّدت طريق جديدة، فكما قلت لكم على هذه الصفحة، إن الطرق القديمة أوصلتكم حيث أنتم، و إنّ تعبيدها و ترصيفها مجدداً لن يوصلكم إلى مكان جديد،
فليس المطلوب خطة عبقرية في النفاق جديدة، بل المطلوب أن تريدوا الخير و السلام والعيش الكريم لبعضكم كما تريدونه لأنفسكم، و أن يعمل قادتُكم لمصلحة الجميع سواءً، فلا يكون لهم مصلحة غيرها مخبأةً،
فإذا صعُب عليكم هذا في معتقداتكم و مناهجكم فلا تنتظروا فرَجاً، حتى يصل الدمار والخراب حصونكم، و سكاكينُ المجرمين رقابَكم، يسلط الحق عليكم أشراراً منكم، و اتقوا في الأرض فتنةً، لا
تصيب إلا الذين ظلموا منكم

يا أهل الأديان و الطوائف

لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم،
و إذا ألقيتم نظرة على تاريخكم ترون أن الله كتب لكم عذاباً و ذلّاً و حروباً لا تكاد تنتهي حتى تبدأ مجدداً،
لكن حقّاً يُقال لكم، أن الله كتب لكم هدىً و معرفة و فضلاً و أخوّةً و عيشاً رغداً أيضاً،
أنتم سرتم على الدروب التي أوصلتكم حيث أنتم، و أنتم اليوم تسيرون على تلك الدروب عينها،
و أنتم القادرون على أن تسيروا على دروب الخير، فإن شئتم غيرتم ما بأنفسكم، و الله يشاؤه، و هذا كتبه لكم أيضاً،
تلك الحتمية التي خلقها ربكم بالحق، و ليس ربكم ظلّاماً لعباده

يا أهل الأديان و الطوائف

ما أروع رجال أديانكم و طوائفكم، ألذين يحاضرون من منابر الخطابة في بيوت الشعائر: عن التسامح و الأخوة و السلام،
لو أن ذرّة من الصدق في نفوسهم لما جعلوا أزياءهم و ألقابهم و زخارفهم و بيوت شعائرهم دعماً لمقولاتهم،
ألحق غني عن أوثانهم و أديانهم و طوائفهم، 
يريدون بكم بقاءً في جهنمهم، ترونهم يلطّفون القول، و يعدونكم وعوداً وعدكموها من قبل، لا تتغير الأفاعي إذا انسلخت عن جلودها و لبست جلوداً جديدةً، لا تأمنوا لهم ما داموا على الوثنية، و حتى ينزلوا عن عروشهم، سوف يهدمها ربهم بهم قريباً

 

يا أهل الأديان و الطوائف

و الأسوَء من رجال الدين اللابسي الأزياء: الذين هم بالهندام المدني، الحاملو الشهادات المتحدّثون، كسوا وجوههم بالبسمات و تحلّوا بأدب الكلام و السلوك،
هذي المُحلّيات طُعم يغرونكم به، متى تناولتموه وقعتم في مصائدهم، 
قولوا لهم: إن الخلقية الراقية و الروحية التي تروّجون: هي في دينكم و في أديان غيركم، و إن الأخطاء التي أخطأها غيركم قد أخطأتموها أنتم أيضاً،
فإذا وجوههم كُشفت، و شرعوا يخطبون عن خرافاتهم و شرائعهم و شعائرهم بلهفة، يخوّفون و يهدّدون:
فإذا كنتم ضعفاء الإيمان بعقولكم، و قلوبكم خلت منها الفضائل، حاملين أثقالاً من الذنوب و الخوف و الذل: إستقوَوا عليكم و أدخلوكم أقفاص بهيمتهم،
و أما إذا كان ذرة من قبس في رؤوسكم، و لمح من الرحمة و الفضيلة في نفوسكم، ترون وجوههم سافرة غضباً و ذعراً

 

يا أهل الأديان و الطوائف

أليوم تدفعون ثمن آلافٍ من السنين على الوثنية، و قد حاقت بكم أعمالكم، كما أنبأكم الكتاب، و كما استهزءتم بالأمس تستهزؤون اليوم،
و تزدادون تعلّقاً بمعتقداتكم كلما ازدات أزماتكم، تظنون أن الحق يعذبكم و هو الذي خلقكم حباً لذاته التي هي ذاتكم،
و قد قيل لكم من خاف بشراً مثله سُلّط عليه، و قيل لكم لا تعطوا مقدّساتكم للكلاب، ولا درركم للخنازير،
ففي الحالين كان عليكم أن تعطوا كل ذي حق حقه: فهكذا تردعون الجاهل بما يستحقه من رشد، و تمنعون عنه ما لا إطاقة له به،
لكنكم لم تفعلوا ذلك، فلا من يردع الكلاب عن العض و النباح، و لا الخنازير عن الشخير و القذر

 

يا أهل الأديان و الطوائف

أنتم هؤلاء الذين قالت كتبكم أنهم حطب جهنم، و إن جهنم محيطة بالكافرين، قالت كتبكم،
و قد اتخذتم شعائركم و قبائلكم و أئمتكم و رجال أديانكم و طوائفكم ضماناً لكم، و هذه كلها زائلة، و بنيتم عليها بيوتاً سوف يجرفها معها الزمان،
و جذوة من العرفان أبقى في العقول و خلق عظيم، و ما طلبتموه أنتم عليه حاصلون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

بمعتقداتكم إكتفيتم بالقليل من العلم و نمتم على الوعود، و العلم لا يكتفي منه المؤمنون و الموحدون، و هم الأيقاظ ليل نهاراً،
و ما الألقاب التي تلقبون أنفسكم إلا لإرضاء غروركم، ألسماء لن تناديكم بها حين تفتح أبوابها

خبؤوا رؤوسكم في الرمال، و احلموا أحلامكم الأخيرة، لأن الماء يهمهم ليفيض قريباً، ليجرف الجبال و الصحارى، و لا يبقى رأس مخبأً، مهما ثخنت اللفات و العمائم، و مهما تعالت القصور و تعظّمت الألقاب

 

يا أهل الأديان و الطوائف

أراني أتابع خطابي لكم، كلما ختمته و حسبت أنه انتهى، أقرأ و أسمع أقوال رجال أديانكم و طوائفكم، و عامة الناس منكم، فأرى أنه علي أن أكون أكثر صراحة،
و كان التلميح و التنويه متعمداً، لأن عليكم أنتم أن تجتازوا الجدران العالية التي سجنتم داخلها أقداركم،
و هذا لا يتم إلا بالتفكر و التأمل بمعتقداتكم و معتقدات غيركم من الناس،
و إذا قُدِّم لكم على طبق جاهزاً فلن تأكلوا منه، لأنه ليس صيد صيّادكم و لا طبخ طبّاخيكم

يا أهل الأديان و الطوائف

يا ليت الكنيسة الكاثوليكية دعت ممثلين عن كل المؤسسات الدينية للمشاركة بهكذا حوار، فهكذا الأحكام الجديدة تخص أتباعها فقط،
و يا ليت مجموعة من الناس الطيبين اللابسين ثياباً مدنية يجتمعون و يعلنون أنهم يتبنون كل الكتب والحكمة، و يصححوا أغلاط المؤسسات الدينية، لتكون آراؤهم معروضة على البشر جميعاً،
لا أظن أن حلاً سوف يأتي على أيدي الذين جلبوا المشكلة،
و بالمناسبة، يفطرون و يصومون على رؤية القمر عملاً بالحديث آنذاك، ناسين ما جاء في القرآن فوق المكان و الزمان: جعلنا القمر منازل لتعلموا العدد و الحساب

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألحق ليس ملكاً لفريق منكم دون فريق، و لا هو في أي معتقد من معتقداتكم اليوم، بغير استثناء،
فلو سلّمنا جدلاً أن معتقداتكم كانت حقاً في ظروفها و زمانها: هي اليوم غير صالحة لزمانكم و ظروفكم،
لذلك فالقول أن معتقدكم صحيح و أن معتقد غيركم خطأ: قول خاطئ، و أنتم تنتظرون أن تحصل خوارق و معجزات تثبت صحة ما تعتقدون: هذا لأن ليس لديكم براهين عقلية،
أنتم اليوم مفلسون فكرياً و خلقياً، و غير قادرين على مواجهة هذا الواقع

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إن أزماتكم السياسية و العسكرية لن تنتهيَ بانتصار فريق على فريق إلا بأوهامكم،
و كم خلّفت حروبكم دماراً و أهرقت دماءً، شرعتم تبتهجون بالنصر على الجانبين حسب تعريفكم، و نكايةً بمن تكرهون، و الحق ينظركم و أنتم لا تنظرون،
و كذلك خلافاتكم الإعتقادية، لن تنتهي بهبوط ملك من السماء، يحسم الأمر بأن يبارك فريقاً و يلعن فريقاً،
ألحقيقة أقول لكم، إن معتقداتكم اليوم باتت واحدة بعد مرور آلاف السنين على اعتقادكم، 
ذلك لأن الزمان قد تجاوزها، و الزمان يُجريه الحق،
فلو فطنتم لِما جاء في كتبكم و حكمتكم لَما سجنتم عقولكم في ماضىٍ بعيد، يبدو اليومَ واحداً و لو كانت أجزاؤه متباعدة

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إنه من حق هذا العالم أن يكون لكل رسول انعكاس في تراب الأرض، له صورة مقابلة بالقانون الطبيعي، هؤلاء هم النبيّون الذين نبَوا من المرسلين، بسقوطهم في ترابيتهم بالقانون الطبيعي، هم الذين يعطون الناس ما يريد الناس من وعد و وعيد و أمل و عذاب، لأن أكثر الناس لاهون بجهلهم و لا يعقلون،
لم تخلُ دعوة منهم قديمة أو متأخرة، فلا تلعنوهم بأسماء لتباركوهم بأسماء أخرى، هذه حيلة من أحاييلهم،
معرفة الحق خير سبيل للخلاص من مقاييسهم و أهوائهم و أحقادهم و كبريائهم، و بها تحيون و تُقرّبون من توحيد ربكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

لا تتفاخروا بأصولكم و أعراقكم، و لا تدينوا الناس بأصولهم و مناشئهم، لا أنتم خير منهم و لا هم خير منكم، إلا بما اقتنت عقولكم و قلوبكم، و هذا لا يعلمه إلا ربكم،
و منذ أن اكتشف العلم التجريبي كيمياء الجينيات الوراثية DNA سارع الملهوفون لتحليل خلايا قبائلهم آملين أن يجدوا برهاناً في التراب على فضل افترضوه، ليبرروا كبرياءهم،
لكن الكيمياء خذلتهم، و تبيّن لهم أنهم بشر من طين واحد، لا يوجد اليوم على الأرض أعراق نقية، و الناس يُجمَّلون و يُقبَّحون بأخلاقهم، و لا يعلم منشأكم إلا ربكم،
لقد اختلط الفرات العذب بالأجاج المالح، و ليست ولادة الناس اليومَ دليلاً على إيمانهم أو ضلالهم، إن أكرمكم عند الله أتقاكم به

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إن لعن الشيء الفاسد لا يجعله صالحاً، و لا يُكسب اللاعن حسناتٍ من السماء،
لعن الله الشيطان و الكافرين بمعنى نبذهم و أبعدهم، هم خلقه و هو خالق الظلمة و النور، و هو بكل شيء محيط،
لكنكم تتبارون بلعن بعضكم و بالسبّ، لا يزيدكم هذا فضلاً و لا علماً، بل يفتح للشيطان و إبليس منفذاً إلى نفوسكم، ليلعنوا و يسبّوا معكم،
هما اللذان شرعا منهاج اللعن و السب على أنفسهم، حتى إذا كُشفا أخذا صوراً جديدة، ليدخلا بها رؤوسكم و صدوركم و أنتم لا تشعرون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

يسألني أحد أصدقائي من غير العرب، كلما سمع خبراً جديداً عن همجية داعش و غيرهم من المجرمين الذين يدّعون تنفيذ أوامر القرآن: هل أنت متأكد أن القرآن لا يأمر بهذه الأعمال؟
و كل مرة أجيبه الجواب نفسه: ألقرآن يأمر بهذه الأعمال بقدر ما يأمر الإنجيل بصناعة القنبلة النووية و إسقاطها على المدن،
فنضحك و نأسف بنفس الوقت،
صحيح أن الدول الغربية لا تشن اليوم حروباً على العالم بإسم الدين، و لكنه صحيح أيضاً أنها تدعي أن حضارتها إستمرار للديانة اليهودية المسيحية (Judeo-Christian)، و لا يتلكّأ السياسيون الغربيون في الإفصاح عن هذا كلما سنحت فرصة،
هذا، و ذكريات الحرب الأهلية الأخيرة في لبنان، و أيضاً الحرب الأهلية التي دارت سنة 1860 ... لا تزال حية،
هكذا زهق الدماء و قتل الأبرياء العُزل في بيوتهم تقليد عريق عند كل الأديان و الطوائف بغير استثناء،
لذلك كتبتُ في post سابق أن داعش موجودة على درجات متفاوتة في عقليات كل الأديان و الطوائف، بتبريرات و أساليب مختلفة، و يُشهِّر بسمعة داعش القذرة بطيبعة الحال و يستغلها كل من يريد أن يخفي أخطاءه و تاريخه الداعشي الروح و العمل

 

يا أهل الأديان و الطوائف

يستوي المؤمنون الموحدون على ظهوره في بصائرهم، 
و يستوي الضالون و الكافرون على ظهور البهائم،
فسبحان الذي سخّر لنا هذا ما دمنا قريبين منه،
و قبل أن تلقبوا أنفسكم أعظم الألقاب و تضمنوا لأنفسكم و آبائكم و ذراريكم خلاصاً و جنةً موعودةً ليتكم قرأتم قراءةً صحيحةً، و قد مررتم بِهائه في التورات و في القرآن مرّات، لم تستيقظوا لبرقها و رعدها، ما أُنزلت كتب إلا لتكشف ما حوت عقولكم و ما اقتنيتم في القلوب

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألشعوب المادية تعرّفت على الطبيعة و قوانينها، و استخدمتها لمصالحها، فتفوّقت عليكم بالفكر و الصناعة و الحرب، و استعبدتكم بأخلاقها الترابية، فربحت الدنيا و سوف تخسر الآخرة،
و أنتم عبدتم إلاهاً وهمياً في حجارة، فخسرتم عقولكم و نفوسكم، و خسرتم دنياكم و سوف تخسرون الآخرة

 

يا أهل الأديان و الطوائف

عندما ذكرتْ الكتب الآخرة وعدتم أنفسكم حياةً أبديةً في عالم وهمي، و بقيتم على الوثنية،
ليست الآخرة إلا دوراً زمنياً جديداً، يفتح للإنسانية سبلاً جديدة للمعرفة لتتابع رحلتها الوجودية،
و الذين رسبوا في التراب، و أضاعوا عقولهم، و ملأ الحقد نفوسهم، و ملؤوا الأرض دماراً و دماءً: فسوف يُنشؤون في كائنات مقبّحة و قد حُرموا من العقل الإنساني، ليكونوا خدماً و عبيداً للناس،
و الذين في عقولهم ذرة من الضياء، و في قلوبهم قسط من الرحمة: سوف يُنشؤون بشراً قادرين على الإرتقاء بمعارفهم و أخلاقهم،
و سوف يُدهش العالم لرؤية القردة الذكية التي انحدرت من الإنسان، و سوف يرمي نظرية النشوء و الإرتقاء في نفايات التاريخ، و إن الجينيات البشرية تذهب مذاهباً تُمليها مرتباتهم الإدراكية، 
و سوف تتقدم العلوم و يتعرف الناس على سكان الأرض الجوية و الأراضي البعيدة، و سوف تكون وفرة و لا يتنافس الناس على موارد الأراضي،
ليدرك الناس أن عقولهم هي الوجود، و ليس الكون إلا صورة الإنسان

 

يا أهل الأديان و الطوائف

إنكم تعجزون عن أن تسيروا على أسهل المسالك الفكرية المنطقية، و تعجزون عن أن تأتوا بمقولة منطقية و عن أن تتحاوروا على أسس منطقية، و هكذا تعجزون عن أن تفهموا الواقع مهما حاولتم،
ذلك لأنكم لم تقرؤوا في كتبكم و حكمتكم غير قرارات إلاه متعسّف،
و هذا هو الإختلاف الذي قال الكتاب أنكم تقرؤونه، و الكتب مختلفة في قراءتكم لأن تعابيرها و لغاتها مختلفة، و عقولكم أعجز أن تكشف جوهرها، ألا و هو العلم الخامس (quintessence)،
تظنون أنكم أذكياء في الخديعة و الغدر و الكبرياء، و لو تعلّمتم المنطق الذي في الكتب و الحكمة لوجدتم أن هذه أدنى درجات الغباء،
أقول لكم هذا لئلا تكون لكم حجة على ربكم، و إن الذكرى تنفع المؤمنين

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألإلاه الذي تعبدون مُفتقر لشعائركم، ظمآن لدماء الضعفاء منكم، يتلذذ بعذابكم، يبثّ العداوة بينكم، يذلّكم بالخوف من نزواته، و يغضب عليكم إذا اطمأنّت نفوسكم في عقولكم ...
لست أدري يا أهل الأديان و الطوائف، كيف يمكن لهكذا إلاه أن يخلق شيئاً،
هذا الكون الذي لا تُبحر فُلُكه حول شموسها، و لا يتبع ليلَه نهارُه، و لا تسقط ورقة يبستْ عن شجرتها: إلا بالنظام و الرحمة و العدالة، 
فإذا كنتم تفضلون الخوف من إلاه الوثنية و وكلائه على حب ربكم بديع السماوات و الأرض لا تلومنّ إلا أنفسكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

لا تُكثروا من الكلام مدحاً لأديانكم و طوائفكم، تقولون أن المجرمين لا يمثلون دينكم و طائفتكم،
هم يقولون أنهم يمثلونها و أنكم الذين لا تمثلونها، و الفرق بينكما أنكما تختلفان على انتماءيكما السياسيين و القبليين،
معتقدكما واحد، و عندما تجدون الظروف مُستلزمةً للإجرام حسب تشريعكم و تعريفكم فأنتم سوف تُجرمون أيضاً،
و كتب ربكم و رسله براء منكم جميعا

 

يا أهل الأديان و الطوائف

كل فريق منكم، تنتظرون يومكم الذي وعدكم رجال دينكم و طائفتكم، يوم تأتي علامات إلاهكم، أنه سينصركم و يذل أعداءكم، و تتبجّحون بما ستعملون من قهر و إذلال و قتل لهم،
و عسى أن داعش و الحركة الصهيونية قد سبقا، و ابتدءا حملاتهما جاهزاً، ببركة رجال الدين و تفسيرهم النبوآت و العلامات لهما،
و كل فريق منكم، تنتظرون يومكم، هكذا يسلط ربكم الفاسدين بعضاً على بعض، مسرعين إلى هلاك أنفسكم، لكن هذه الحرب لن تنتهي حتى تنتهي معتقداتكم، و تُهدم بيوت شعائركم، و يُكذَّب رجال أديانكم و طوائفكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

تحسبون أن دينكم و طائفتكم هي هداكم و خلاصكم، و الواقع أنها قصاصكم و عذابكم في جهنم التي أُنذرتم،
ألكتب ما أُنزلت إلا من لوح محفوظ، لتتعارفوا و تحابّوا و تعرفوا ربكم، و الدين لله واحد،
أما رجال دينكم و طائفتكم، و مفسرو كتبكم و حكمتكم و شارحوها فهم الذين جعلوا الدين شِيَعاً و طوائف، ليبقى الطاغوت حاكماً عليكم،
و هذا الكتاب عينه: يبث العداوة و الكبرياء و يدعو للوثنية من أفواههم، و يضيء عقولكم و يُنزل الرحمة و السكينة على قلوبكم: لو قرأتموه قراءةً صحيحة كما أمركم، بعيدين عن بيوت شعائرهم، صائنين آذانكم عن كذبهم، ممتنعين عن أكل سمومهم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

لا يريد رجال دينكم و طائفتكم أن يحل السلام في بلادكم، لأن معتقداتهم لا تزدهر إلا في الحرب لتفتن عقولكم،
و لا يريدون أن ينتشر العلم و المعرفة، لأن خرافاتهم لا يقبلها إلا الجهلاء،
و لا يريدون أن يرى الناس أن الدين لله واحد، لأن في الإيمان بربكم تنتهي العداوة و المنافسة بين الأديان،
و لا يريدون أن تُعرف الفضيلة، لأن هذا يضع نهاية لشرائعهم و شعائرهم،
و لا يعترفون بالكتب التي سبقت كتابهم أو تَلَته، لأن هذا يجرّدهم من الألقاب التي لقّبوا أنفسهم،
و لا يُقرّون بأن الحكم على إيمان الناس ليس من شأنهم، لأن هذا يُكذِّب كل الوعود التي وعدوكم

 

يا أهل الأديان و الطوائف

كلما خلت عقولكم من الإيمان، و قلوبكم من الرحمة: إزددتم خوفاً، و صار كل عمل تعملونه و كل كلمة تقولونها عبءً على ضمائركم، و صار ربكم شبحاً مرعباً فوق رؤوسكم،
هذا هو إلاهكم ذو النزوات والحكم الإرتجالي، و ذو أقبية التعذيب و الحريق النازي الهتلري،
فلا عجب أنكم تنجذبون لهكذا حكام على الأرض أيضاً،

و كلما ازددتم علماً و تكرّمتم خلقاً: إزددتم حباً لربكم فزادكم هدىً، و إذا أخطأتم يعلمكم و يصحح أخطاءكم كالأب الحنون، و لا يريد أجراَ و لا شكراً، و ينزع عنكم الخوف و الكبرياء و الكآبة و العَوَز،

فلا تمنّوا على الناس تقواكم و ورعكم، تتظاهرون بالأزياء، ترددون تعابيراً من الكتاب عالياً لتُسمعوا الناس، و تكبّراً عليهم، ليتكم تفهمون لها معنىً، و لو فهمتم لاكتفت بها قلوبكم قبل أفواهكم، ربكم يعلم ما تسر الصدور، لا تمنوا عليه صياحكم، و هو الغني عنكم و عن تديّنكم و تقاكم و صلواتكم و تسابيحكم، و هو الذي لقّنكم كل كلمة لو أنكم تفهمون

 

ييا أهل الأديان و الطوائف

كل فريق منكم: صنعتم شيئاً طبيعياً إتخذتموه ذريعةً للتنائي عن طلب العلم و الإرتقاء بالأخلاق على سبيل التوحيد، 
أهل الكتاب صنعوا الشعائر و الشرائع، و أهل الحكمة أصولَهم و الفترةَ الكبرى،
لذلك فأركان الإيمان الخمسة: ألإيمان بالله و الرسل و الكتب و الملائكة و البعث: أكثر أهل الحكمة أقرب إلى حقائقها من أكثرية أية مجموعة أخرى، رغم تحريم رجال دينهم العلم عليهم، فليأخذ الجميع علماً بذلك، ليس ليتكبّر بعض على بعض، و لا ليتذلل بعض لبعض: بل ليتعاونوا على تبليغ العلم و التذكير بمكارم الأخلاق، و ما المتكبرون أينما كانوا إلا خاسرين

 

يا أهل الأديان و الطوائف

كل دعوة للتوحيد بلغتكم على ألسنة رسلها و رفضتموها: إنقلبت إلى دين عليكم على ألسنة النبيين من المرسلين، و صارت عقاباً لكم و خوفاً،
و اليوم تتباهون بكتب تقولون أنكم آمنتم بها، تأخذون عرضها الأدنى، لو آمنتم بها لما تفرقتم شِيَعاً و طوائفاً، و لا يختلف إلا المشركون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألله ربكم خالق الظلمة و النور، إذا قضى أمراً إنما يقول له كن فيكون، الغني عن خلقه، و هو الحي القيوم، لا يشفع وتره إلا بإذنه، تسبّح بحمده الأكوان و تصلي له كل نفس بما كسبت، فلا تقولوا التحيات له و لا تقولوا صلى الله على الرسل والنبيين، لم يأت في الكتاب و لم يأمر به رسول، أن تعدلوا بين الله و الناس، كما عدل الذين قالوا اتخذ الله ولداً، و هو الذي أرسلهم هدىً للناس و بشرى، لو شاء حملوا عرشه و ختم عليهم فلا ترونهم، عليهم الصِلات التي أمر أن توصل، و هو الخبير بكل أمر

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ما النبيون إلا بشراً، أفأين ماتوا أو قُتلوا؟ انقلبتم على أعقابكم، واحد منكم لم يستطع معه صبراً، و واحد مات على صليب جسمه و على الصليب جسمه مات، و واحد أُبعد من سجود مُحرّم إلى سجود أقصى بعداً، و واحد ركب الأتان هزلاً، تدعون ما لم يأت به رسلكم عليهم الصِلات، و عفى ربكم عمّا مضى بإيمانكم بالحق، لا سبيل إلى توحيده إلا به و لعلكم تهتدون

 

يا أهل الأديان و الطوائف

يا ليتكم تتذكرون ماذا الذي ظهر على ذلك الجبل، الذي ليس كمثله شيء لا في الأرض و لا في السماء،
تتقاتلون على الشعائر و الألبسة و اللغات و الأعراق، و لو تذكرتم لخرّت عقولكم و قلوبكم ساجدة إلى الأذقان،
و التينِ و الزيتونِ و جبلِ النورِ، و هذا البلدِ الأمينِ، خُلق الإنسان في أحسن تكوين، ثم ارتدّ أسفلَ سافلين، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات،
فلا تمنّوا على ربكم شعائراً تقيمونها، و حجارةً بنيتموها، و أنفساً قتلتموها، و دماءً تهدرونها، ندماً على ارتداد البصائر، سقط الإنسان على الصخرة، و لا يزال كثيرون يزدادون سقوطاً
Bottom of Form

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألأحداث التي تحدث اليوم تبيّن لكم أن معتقدات الماضي لا تصح في الحاضر،
لقد تغيّر الزمان جاهزاً، و أنتم اليوم كركاب مركب في نهر نضب ماؤه، تُجذّفون بمجاذيفكم فتُصيبون الوحل و الحجارة، و المركب مستقرّ في مكانه،
أهجروا هذه المراكب و دعوا مجاذيفها، لقد جرى نهر جديد، أزرقاً عذباً، يتفجّر من جبال عالية معلّقة بين الأرض و السماء،
و إذا اخترتم البقاء فلن تجدوا غير الضفادع و الأفاعي صاحباَ و جاراً

 

يا أهل الأديان و الطوائف

ألوثنية لا تُقاوَم بالوثنية، بل تزداد قوةً، فترجع إليكم بحليةٍ جديدة، لتزدادوا لها حباً و تزدادوا رسوباً،
فلا تقاوموا وثنية داعش بوثنيّات ملطّفة، و بعصبيّات دينية طائفية قبلية، و بأزياء رجال الدين و بيوت الطقوس،
قد انتهى زمان الوثنية، فمن بقي عليها كتب على نفسه العذاب حيوات متتاليات تحت سوط شرائعها، هذي هي جهنم التي وُعدتم


 


All rights reserved
Copyright The Circle of Beauty

  Site Map